من وقت لآخر نحتاج لإعادة صياغة مصطلحاتنا الأمنية وتحديد أهدافنا وتقييم أنفسنا، للوقوف على ما حققناه من نتائج وما وقعنا فيه من أخطاء .
الهدف منذ عام مضى هو مواجهة الإرهاب المتمثل فى جماعات مسلحة فى سيناء، وتجدد الهدف مرة أخرى مع تجدد المعطيات بمسرح العمليات من انضمام أنصار بيت المقدس لتنظيم داعش، فأصبحنا أمام حقيقة مفادها أننا لا نواجه جماعة مسلحة بقدر ما نواجه خلية تابعة لتنظيم كبير يمتد من العراق وحتى الشام، والحقيقة أيضا أننا حقننا مزيدا من المكاسب اليومية المتمثلة فى تجفيف منابع التمويل وقتل المئات من التكفيرين وتدمير منازلهم ولكن يبقى أن نواجه أنفسنا بـ5 أوجه للقصور الأساسية فى تعاملنا مع الإرهاب تحتاج لإعادة نظر من صانع القرار وهى:
1- رفع الشعار الأمنى فقط فى معركتنا ضد الإرهاب دون النظر للجانب الفكرى فى المعادلة، ودون النظر لأن كل العمليات العسكرية ضد الجيش والشرطة ينفذها شباب بعد عمليات مسح مخ من التكفيرين، وهو الأمر الذى يحتاج لمشروع مؤسسى لمواجهة التكفير لا لعدة خطب مختلفة على المنابر من وقت لآخر.
2 - عدم تسلحنا فى معركتنا ضد الإرهاب بالجانب الإعلامى على عكس أنصار بيت المقدس التى تصور كل عملياتها أولا بأول، وتبثها على شبكات التواصل الاجتماعى، فضلا عن عدم اهتمام الأجهزة الأمنية المعلوماتية بالرد على البيانات الإعلامية للجماعات الإرهابية بدعوى عدم إعطائهم الاهتمام، وهو ما ترتب عليه فى النهاية أن أى عملية لا ينتظر الجميع فيديو أجهزتنا الأمنية أو روايتها ولكن ينتظر فيديو أو رواية بيت المقدس، مع الأخذ فى الاعتبار أن الجيش يصدر رسالة مصورة يومية عن الأوضاع فى سيناء، ولكنها لا تلقى التوريج المناسب.
3 - غياب المعلومات الأمنية عن الوقائع وتحفظ الجهات الأمنية على نشرها بدعوى الأمن القومى، رغم أن الإعلام والشارع المصرى يشاركان القوات المسلحة فى حربها ضد الإرهاب، الأمر الذى ترتب عليها فى النهاية أن تخرج روايات متضاربة عن حادث واحد تحدث قلقا فى الشارع، وتجسد ذلك بقوة فى حادث لانش دمياط، حيث تركتنا الأجهزة الأمنية بلا معلومة، فوقعنا فى فخ الاجتهادات.
4 - بطء محاكمات أعضاء الجماعات الإرهابية، ولى هنا 3 أمثلة واضحة، الأول 201 متهم فى قضية أنصار بيت المقدس، ورغم مرور 6 أشهر على قرار إحالتهم للمحاكمة الجنائية إلا أنه لم يحدد لهم موعد للمحاكمة ولا نعرف من السبب وراء التأخير، سألنا كل المصادر القضائية، والجميع يجيب: "لسة شوية"، والثانية قضية محمد الظواهرى وقضية عادل حبارة يربطهما بطء إجراءات التقاضى ولم تصدر بهما أحكام حتى الآن.
5 - قراءة الواقع فى سيناء تشير إلى أن الجماعات المسلحة يستغلون عددا قليلا من أهل سيناء للاختباء والتنقل من مكان لآخر، ويمكن أن ندرج ذلك تحت شعار "الظهير الشعبى للجماعات المسلحة"، والمواجهة الحقيقية للإرهاب، تقتضى تفكيك الظهير الشعبى، وهو بالتقارب أكثر من أهالى سيبناء ممن يعانون مشاكل الحياة ونقص الخدمات، ومحاولة حلها، وهو أمر يترتب عليه مباشرة "تعرية" الجماعات ورفع الغطاء عنهم، وسيساهم ذلك بشكل إيجابى وسريع فى مواجهة الإرهاب .
هذه النتائج قراءة أولية من كاتب شاب، يهتم بشئون الوطن وبأمنه القومى وتألم كثيرا مع كثيرين بفيديو "بيت المقدس" عن كرم القواديس، ويخاف على جيشه وطنه .
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة