وتواصل دراسة د. إبراهيم بن عبدالله المطلق، الحديث عن الخوارج حيث جاء فيها : أولئك يا سادتى الكرام هم الخوارج الذين رفعوا القرآن بأيديهم على الخليفة الراشد على بن أبى طالب رضى الله عنه، محتجين عليه بأنه حكم الرجال مطالبين بتحكيم القرآن، وقد انتدب إليهم على رضى الله عنه ابن عباس رضى الله عنه، حيث جادلهم بالقرآن وأقام عليهم الحجة والبيان، وهكذا جماعة الإخوان المسلمين يتهمون حكام المسلمين بالجور وعدم العدل بين رعاياهم، متهمين إياهم بالاستئثار بالمال دون رعاياهم، متخذين من المال فقط وسيلة فى تكفير الحكام ولعنهم والطعن فى عقائدهم ونواياهم، غافلين عما هو أهم من المال وهو العقيدة وسلامتها من عدمه، إذ غايتهم الدنيا، والدرهم والدينار بغيتهم إن أعطوا منه رضوا، وإن منعوها إذا هم يسخطون، أما الدين وأحكامه فهو ذريعة ومطية يدغدغون بها عواطف العامة والبلهاء وبعض البلدان الإسلامية التى تمكنوا من الوصول فيها لمناصب عليا وقيادية، خير شاهد، حيث لم يقيموا بالقرآن رأسا بل بعضهم أبقى الحكم علمانيا كما كان لئلا يخسر رئاسته ومنصبه وكرسيه.
خوارج العصر من جماعة الإخوان المسلمين اتخذوا القرآن وسيلة هامة جدا فى الاحتجاج على الحكام، فهم يدندنون حول الدعوة بضرورة تحكيم القرآن الكريم، وقياداتهم أبعد الناس عن نصوص القرآن الكريم، ولنأخذ سويا بعض الأمثلة من ذلك، أن بعضهم يبيح الاستماع للأغانى ويفتى عبر القنوات الفضائية بجواز ذلك، وقد حرم القرآن الكريم استماع اللهو قال سبحانه «ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم..» قال ابن مسعود والله الذى لا إله إلا هو إنه الغناء.
من مبادئ فكر الإخوان المسلمين تكفير حكام المسلمين والخروج عليهم ممتثلين قول أحد مؤسسى فكرهم، حيث يقول: «... لعلك تبينت مما أسلفنا آنفاً أن غاية الجهاد فى الإسلام هى قواعد الإسلام فى مكانها واستبدالها بها. وهذه مهمة إحداث انقلاب إسلامى عام - غير منحصر فى قطر دون قطر، بل مما يريده الإسلام، ويضعه نصب عينيه أن يحدث هذا الانقلاب الشامل فى جميع أنحاء المعمورة، هذه غايته العليا ومقصده الأسمى الذى يطمح إليه ببصره، إلا أنه لا مندوحة للمسلمين أو أعضاء الحزب الإسلامى عن الشروع فى مهمتهم بإحداث الانقلاب المنشود والسعى وراء تغيير نظم الحكم فى بلادهم التى يسكنونها» المرجع: فى ظلال القرآن سيد قطب ج3/ص1451 طبعة دار الشروق.
أسألكم بالله الذى لا إله إلا هو، أليست هذه دعوة خروج، وثورة صريحة على ولاة الأمر فى كل قطر من أقطار الأرض، غير منحصر فى قطر دون قطر أصلها وأكدها وقتل من أجلها إمامهم وشهيد فكرهم، فما رأى تلاميذ قطب فى مجتمعنا، وما تأويلهم لهذا النص الكريم للإمام الشهيد؟!! ألا يعتقدون صحة هذا القول لإمامهم ووجوب العمل به؟!!.
حقا هذه عقيدتهم مخالفين بذلك نصا صريحا فى كتاب الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم» فأين صراخهم بالعناية بكتاب الله تعالى، ودعم حفظه، أم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، كحال أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين ذمهم الله تعالى فى كتابه الكريم.