سيمر يوم 28 نوفمبر مثل غيره من الأيام والمناسبات العديدة التى دعت للحشد فيها جماعة الإخوان الإرهابية وحلفاؤها الظاهرون أو المتوارون مثل نشالى الأتوبيسات، سيمر اليوم رغم ما قد يحفل به من أحداث باتت مكررة ومعتادة، مظاهرات فى عين شمس والمطرية وحلوان والهرم، ومواجهات مع الأمن وعدة قتلى برصاص الإرهابيين ولصق الاتهام بالشرطة، وكم قنبلة بدائية الصنع تنفجر فى توقيت واحد على الطرق الرئيسية المحور والدائرى والأتوستراد، وحرق أتوبيسات النقل العام ومهاجمة نقاط الارتكاز الخاصة برجال المرور.
ماذا غير ذلك؟ ماذا فى جعبة الإرهابيين ليفعلوه أكثر مما فعلوا خلال السنة الماضية، رفع المصاحف فى الشوارع حيلة وانكشفت، ربما يخرج عدد من التكفيريين بسلاح فى المحافظات لإصابة أكبر عدد من الأبرياء بعد صلاة الجمعة وتصوير الأمور على أنها بدايات سوريا فى مصر، لكن تحذيرات وزير الدفاع الأخيرة وتسيير عربات حماية المواطنين التابعة للقوات المسلحة فى شوارع القاهرة والمدن الرئيسية إلى جانب جهود الشرطة، كفيلة باحتواء أى عنف من الإرهابيين وإجهاض مخططات ذيول الناتو فى البلاد.
سيفشل مسعى الإخوان وحلفائهم، لكنهم سيستخدمون الأحداث فى أكبر عملية تزييف للرأى العام من خلال قنواتهم العميلة التى تبث من تركيا بدعم قطرى وسيعلنون بعد فشل 28 نوفمبر عن مناسبات جديدة ويوم جديد «للثورة الإسلامية الجماهيرية البرميلية العالمية العظمى» لتحرير مصر والمصريين من الانقلاب يوم 15 ديسمبر، متجاهلين ببجاحة مطاردات المواطنين للتكفيريين فى الشوارع واحتماء عناصر الإخوان بنقاط الشرطة العسكرية وأكشاك المرور وأقسام الشرطة، وبعد فشل 15 ديسمبر سيعلن عملاء الإخوان عن إحياء ذكرى ثورة 25 يناير التى سرقوها ونسبوها لأنفسهم ثم انقلبوا على مبادئها السامية وأهدافها الشعبية التى أعلنتها الجماهير من ميادين التحرير بالقاهرة والمحافظات، ثم سعوا من خلالها لأكبر عملية لبيع البلد بالقطعة شرقا وجنوبا وغربا، لا لشىء إلا لمجرد استمرارهم فى السلطة وتحقيق الحلم القديم للمأفون حسن البنا بأستاذية العالم.
طبعًا يتمتع الإخوان وحلفاؤهم ببجاحة منقطعة النظير وقدرة مستمرة على الكذب والخداع للنفس والآخرين، وسيواصلون بعد 25 يناير اختراع الأيام والمناسبات للتظاهر وإلقاء القنابل حتى آخر دولار من فلوس التمويل الواردة من الدوحة وأنقرة ولندن، والشعب المصرى يتفرج ويضحك ويواصل مسيرة البناء.