علم أحفاد الخوارج من جماعة الإخوان المسلمين عظم مكانة القرآن الكريم لدى المسلمين عموما والشعوب العربية خصوصا، ومحبتهم الكبيرة لكلام الله وتقديسهم الشديد له دينا وطاعة وقربة لله، فاستغلوا القرآن الكريم ورفعوه بأيديهم كما رفعه أسلافهم، والكثير منهم من أبعد الناس عن القرآن، كما أن الكثير من حفاظهم يقرأون القرآن لا يتجاوز حناجرهم «قراء فقط»، ومن هنا يظهر لنا أوجه الشبه بين خوارج القرون الأولى وخوارج القرون المعاصرة «الإخوان المسلمين» فى ثلاث مسائل:
أولا: أنهم يركزون على المال والمادة فقط ويجعلونهما ذريعة ومعيارا ووسيلة فى التهجم على السلطان والثورة عليه وإيغار صدور رعيته عليه وإن كان من أتقى الخلق!! ثانيا: الطعن العلنى فى الحاكم وهكذا الإخوان كفروا وفسقوا جميع حكام المسلمين ورعاياهم دون استثناء، وإن شهدوا أن لا إله إلا الله ما لم ينتسبوا إلى فكرهم وحزبيتهم المقيتة وجماعتهم المؤمنة. ثالثا: إظهار محبة القرآن الكريم والمناداة بتحكيمه لمخادعة العامة وبلهاء الخلق ومخالفته والتحايل على نصوصه وأوامره باطنا.
ومما يؤكد تحايلهم وكذبهم: قالوا وأشاعوا أعنى - رموز الإخوان - فى مجتمعنا مزيدا فى تضليل الأمة وإيهام البشر والتلبيس على الخلق فى وصف خوارج مجتمعنا «الفئة الضالة» وحقيقة الأمر أن من يسمونهم «فئة ضالة» هم الصف الأول من جند الإخوان المسلمين فى مجتمعنا وفى كل مجتمع الذين ربوهم على الخروج وسمموا أفكارهم وغذوا عقولهم وباسم الدين والقرآن بمعتقد منحرف ضال حينما يخرجون بهم فى خلوات وجلسات واستراحات خاصة ليلقنوهم فنون مخالفة نصوص القرآن وليزجوا بهم وليقدموهم وليضحوا بهم فى عدد من أقطار العالم الإسلامى أفغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك والعراق سعيا لإقامة خلافتهم الراشدة المزعومة فهم والله شر من وطأ الأرض وهم والله شر من تحت أديم السماء وهم والله دعاة الفتنة ومشعلوها، فحسبهم الله ونعم الوكيل، والله غالب على أمره.
إلى هنا انتهى كلام دراسة د. إبراهيم بن عبدالله المطلق، والآن هل ما زال لدينا شك فى أن تنظيم الإخوان الإرهابى هو الوريث الشرعى لجماعة الخوارج التى حاولت ولعدة قرون إقامة دولة ولكنهم فشلوا وحتى محاولتهم فى المغرب تارة وفى أحواز إيران تارة أخرى كانت محاولات فاشلة ولم يقم الخوارج دولة حقيقية مثل الدولة الأموية التى فتحت البلاد شرقا وغربا وساهمت فى انتشار الإسلام بصورة جعلت لها فضل وجود الإسلام فى بلاد السند والهند والأندلس، كما لم يقيموا دولة مثل الدوله العباسية التى ظلت لعدة قرون وازدهرت الخصارة الإسلامية بصورة كبيرة جدا فى عهدها، أما دولة الخوارج الوهمية فكانت دولة حروب ودم وفتن وتفتيت دولة الإسلام ومن لا يصدقنى فعليه قراءة تاريخ الخوارج لكى يتأكد أن هذه الجماعة فشلت فشلا ذريعا فى إقامة دولة وهو ما يمكن ملاحظته مع جماعة الإخوان التى فشلت فى إقامة دولة عندما وصل أحد قيادتهم للحكم كاد أن يضيع مفهوم الدولة وكادت مصر أن تضيع بسبب عجزه عن إدارة البلاد وحكم العباد، كل هذا يجعلنى على ثقة تامة أن دعوة تنظيم الإخوان ومعه الجبهة السلفية وكل أنصارهم برفع المصاحف يوم 28 نوفمبر الحالى ستفشل فشلا ذريعا وستنتهى إلى لا شىء ولن يستحيب لها إلا كل خارج وبلطجى ومراهق وكاره للدولة وللنظام والبناء، وجميع هؤلاء لفظهم الشعب والجيش وسيجدون من يقومهم فى كل مكان، والنصر للشعب وللجيش والهزيمة للإخوان وللجبهة السلفية وأنصار الشرعية وحلفاء الفاشل محمد مرسى أسوأ من حكم مصر.
عبد الفتاح عبد المنعم
الإخوان على خطى فكر «الخوارج» الشاذ الذى أساء للإسلام العظيم «4-4»
الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014 12:02 م