رمضان زكى معتوق يكتب: الشبكة العنكبوتية إلى أين؟

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014 12:03 ص
رمضان زكى معتوق يكتب: الشبكة العنكبوتية إلى أين؟ فيس بوك - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ بداية حالة الغليان العربى والتى ما زالت تدور رحاها حتى الآن فى بعض البلاد العربية تحت مسمى ثورات الربيع العربى، فلاشك أن من قاموا بتحريك الناس لحالة الهياج العربى من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعى أو ما يعرف بالشبكة العنكبوتية كتويتر والفيس بوك واليوتيوب وخلافه، كانوا على ثقة بأنهم اختاروا الطريقة المؤثرة، فلا جدال فى أن هذه الوسائل ساعدت فى تحريك الناس وتجميعهم من خلال مجموعات التواصل الاجتماعى، لنجد أنفسنا جميعا منذ ذلك الحين ننجرف وراء هذه الوسائل ونتسابق كى يكون لكل منا إميله الخاص، ومن ثم يلتحم مع الآخرين من أصدقاء ومعارف، فالبعض يريد معرفة كيف استطاعت هذه الوسائل إحداث تلك الحالة من الهياج الثورى فى عالمنا العربى، والبعض الآخر أخذته الغاية والهواية وحب الاستطلاع، هنا ظهرت المشكلة الحقيقية، والتى أود تسليط الضوء عليها فى هذه السطور. فوسائل التواصل الاجتماعى سلاح ذو حدين، أو بمعنى آخر هى كالسكين الحاد يمكن استخدامه فى تقطيع اللحوم والخضراوات والفاكهة والحلويات، ويمكن أيضا استخدامه فى قطع الرقاب وضرب الأعناق وإحداث عاهات مستديمة للناس، فإما تكون طباخ ماهر وإما تكون بلطجى قاتل، فوسائل التواصل الاجتماعى يمكن أن تكون وسيلة فى نشر العلم والمعرفة والاطلاع على ثقافات الآخرين ومحاولة الوصول للأشياء النافعة، ويمكن أن تستغل فى التقرب إلى الله وتعلم العبادات، كما يمكن اعتبارها وسيلة لتبادل الأفكار والآراء بين الناس ويمكن من خلالها إلقاء الضوء على إبداعات الآخرين وطريقة تفكيرهم واكتساب خبراتهم وكيفية تقدمهم. ونستطيع أيضا أن نجعل الشبكة العنكبوتية وسيلة ضارة للفرد والمجتمع سواء، فاستخدامها فى إفساد الناس وهذا يظهر من خلال المبالغة فى نقل الأحداث لتتحول إلى إشاعات، وذلك لعدم صحة الكثير منها، كذلك عدم تقبل الرأى الآخر وكثرة الحوارات والجدال التى تدار بطرق غير مقننة، مما يكون له أكبر الأثر فى توسيع فجوة العند والتحدى ليزيد من عمق الخلاف بين أبناء الوطن الواحد ولا أنسى إهدار الوقت وانشغال الجميع عن أداء دوره الطبيعى من تكليفات أو أعمال فى المجتمع، فأصبح الجميع لاهين عن إدارة حياتهم بالصورة الصحيحة وهذا كله أدى إلى تفكك الرحم فقلت الهمم وتبدلت الزمم فخربت الأمم فتحولت الأجساد إلى رمم تنهشها الألسن بالنمم، ناهيك عن الإباحية وما يمكن أن نجده فى هذه الوسائل من مناظر شاذة عن أعيننا، والأمر العجيب أنها وسيلة سهلة للسخرية من الآخرين فقد يستطيع أى شخص أن يسخر من الآخر بصورة أو بهشتاج غير لائق، مما يسىء إلى الذوق العام دون رقابة أو مراعاة للتعاليم الدينية "يا أيها اللذين أمنوا لا يسخر قوم من من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم" فهذه الشبكة أيضا تعد وسيلة للسب والقذف والغيبة، وتتبع العورات "فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" فيجب على كل فرد أن يعرف أنه سيد قرار نفسه وهو المتحكم فى غايته، وأنه مخير فى استخدام هذه الوسائل لا مسير فلنراعى الذوق ونراقب ضمائرنا ونجعل الله رقيبا علينا والله الموفق وهو الهادى لما ينفع.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة