ميلاد صديق غالى يكتب: الحلم الذى نريد تحقيقه

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014 02:11 ص
ميلاد صديق غالى يكتب: الحلم الذى نريد تحقيقه صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الوطن من المقدسات لدى كل فرد يحبه ويشتاق إليه حين يبعد عنه، يتلو فيه أشعارا وبيوتا من الألحان الجميلة، يتسابق الفرد فى بذل ذاته من أجل وطنه، إن كان بالعمل أو بالدفاع الفعلى عن الوطن، ويعلم أولاده حب الوطن، وكيف نرد جميلنا له.. هذا ما تعلمناه كمصريين ونتمسك به.

فيا له من شعور حين يجد الفرد نفسه منبوذًا مكروهًا ، ينفر منه الجميع، وينظر له الناس بتعجب حين يطالب بحقه كمواطن، ويسمعهم يتهامسون ( هل تجرأ ليفعل هذا ..!! ) وكأنه من بلد آخر جاء ليطلب فقط .!! .

أيهان المرء فى وطنه ؟ أيكون منبوذًا رغم أنه من ذات البلد ؟ كثيرون يشعرون بهذا .. فالفقير مواطن درجة ثانية لا يجد له صوتًا إذا نادى بحقه فى خدمة صحية له .. اختلاف الدين والعقيدة سبب فى وضع الإنسان فى المرتبة الثانية كمواطن، برغم أنه قد يكون أعطى الكثير للوطن دون الآخرين.. يعتبرون المرأة مواطنًا ليس له الحق فى شىء سوى أن تكون ربة منزل برغم أن كثيرًا من النساء قدمن للوطن ما لم يقدر الرجال عليه، والأيام تشهد أن المرأة أثبتت أنها قادرة على العطاء فى أى مكان تكون فيه فى وضع المسئولية.. الطفل يذهب للعمل رغم صغر سنه، ويتعرض لوسائل كثيرة من المهانة وليس له فى ذلك أى حقوق.. فى مدارسنا هناك تفريق واضح بين الطلبة فهذا ابن فلان له كل الحقوق أما هذا فهو لا شىء ليس له أى حق، وقد تصل التفرقة بين من يأخذ درسا خصوصيا، وآخر لا يأخذ عند نفس المُدرس... حقوق كثيرة مسلوبة وهناك الكثير والكثير من تلك النماذج.

لم نتعلم فى بيوتنا أننا كلنا سواء.. لم نتعلم فى مدارسنا كيف نكون متساوين والتميز الوحيد هو فى التفوق الدراسى.. لم نتعلم آداب التخاطب والتعامل مع الآخرين.. لم نتعلم احترام الآخر والاستماع إلى آرائه باحترام.. لم نتعلم كيف نطالب بحقوقنا بطرق شرعية يحترمها القائم بالمسئولية.. لم نتعلم المواطنة وأن الوطن يسع الجميع.. فجوة كبيرة بين ما نردده وما نلمسه فى حياتنا اليومية، موروثات قديمة تحتاج منا الكثير لتغيرها لكى ننهض بمجتمعنا.

هذا شعور الكثير من المصريين الذين سافروا بعيدًا ليروا كيف يعامل الفرد فى بلد آخر غير مصر، فالمواطن له جميع الحقوق التى تخصه، وليس هناك تمييز بين فرد وآخر، فأنت إنسان لك كل الحقوق مادمت لا ترتكب أى مخالفة تضر بالمجتمع.

ولذلك لم يعد ممكنًا أن نتغاضى عن وضعنا الحالى، ولابد ألا نستهين بواقع مر يدل على أن مجتمعنا يعانى ويحتاج إلى المعالجة... حلم يريده الجميع أن يتحقق ويتحول إلى واقع نلمسه فى معاملاتنا اليومية.. فى بيوتنا فى شوارعنا فى عملنا فى أى مكان فى مصر.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة