لا تحتاج الأمور لنظريات تكشف أن الدعوة ليوم 28 نوفمبر هى دعوة إخوانية حتى لو اختفت خلف بعض الواجهات السلفية.
فشلت الواجهات فى إخفاء «داعشية الجماعة» ورغبتها فى العنف، توظيف الدين لخدمة أهدافها، واليوم لا تتورع فى استخدام المصاحف لرفعها فى مظاهراتها، بعد أيام من رفع رايات داعش والهتاف بهتافاتها، والمصاحف أقدم حيلة فى تاريخ الإسلام وكأن الجماعة تعيد أسوأ الفتن التاريخية.
المفارقة الأقرب للكوميديا أن جماعة الإخوان نظمت ودعت بأسماء مستعارة ثم أصدرت بيانا بأنها سوف تشارك، والأزمة هنا ليست فى جماعة الإخوان ولا فى كونها تمارس عنفا ظاهرا، لكن فى أبرياء تقدمهم الجماعة قرابين لأطماع فاشلة، فلا يهم دم الأبرياء إذا كانوا يستخدمون المصاحف والدين،وتستمر فى إدارة الحرب بنفس الطريقة التى تنتهى بمزيد من الدماء لشباب أو مواطنين.
جماعة الإخوان أو بقاياها تصر على اتباع نفس الأسلوب بالرغم من فشله، وتنتظر نتائج مختلفة، تراهن على عنف تعرف أن الناس ترفضه، هم يسعون لبث الروح فى جسد ميت بعد جولات متتالية من الفشل.
دعوات للعنف كالعادة يصحبوها بتحذير أن العنف ليس منهم ولا أحد غيرهم تورط فى عنف وضع حتى من يؤيدوهم فى مأزق، مرة يتحدثون باسم ثورة هم أول من أضاعها ولعب بها وبكل عناصرها من أجل سلطة فشلوا فى توظيفها وتكرر فشلهم، واليوم يتحدثون عن هوية مصر كأن مصر كافرة تنتظر دخول دين الجماعة، وهو دين مطاط مصلحى يبرر لهم ارتكاب أى جرائم.
هم أول من يعرف أن مصر ليست فى حاجة لهوية، فهويتها واضحة ومعروفة، أما هوية هؤلاء فهى خليط من الوثنية وعبادة الأفراد، وهى أفكار تشد العالم الإسلامى لعداء وعنف يجعل الوضع أكثر صعوبة، يسىء للإسلام الذى جعلوه عنوانا لقتل وسحل وقطع رقاب، ويبرر كل خطط الصدام التى تضاعف من تأخرنا، لقد تطورت مظاهرات الإخوان العنيفة، ووصلت إلى رفع رايات داعش، والهتاف لها، لتكشف عن العلاقة الواضحة.
نحن أمام عنف مكتمل الأركان ودعوة لفوضى لا يمكن أن تربح منها الجماعة ولا تنظيماتها، وتضاعف من الفجوة مع الناس مع رفض الاعتراف بالأخطاء الكارثية التى ارتكبتها الجماعة وتوابعها.
هذا عن الإخوان، فهم يقاتلون من أجل السلطة، فماذا عن الآخرين، عن بقايا تنظيمات ثورية متهالكة، أدمنت الكلام الخشبى الكئيب، هل ينضم بعضهم كالعادة إلى الزحام ليضاعفوا من خسائرهم؟ الإخوان يتحدثون باسم ثورة أفسدوها، بعض وكلاء الثورة دعموا الجماعة مرات، ويدعمونها فى استعادة أقدم فتنة فى التاريخ.