كان الخوارج الذين كفّروا أمير المؤمنين على بن أبى طالب برفع المصاحف فى موقعة صفين لرفض التحكيم مع معاوية بن أبى سفيان، أعرابا جفاة، لا ثقافة ولا معرفة لديهم، وشكلوا خطرا على الدين بجهلهم وانحرافاتهم. أجبروا عليا على التحكيم، ثم عادوا لإعلان رفضهم، ورفعوا المصاحف وكانت الفتنة التى مازالت الأمة تعانى من مخلفاتها وآثارها من النصف الأول من القرن الهجرى الأول وحتى الآن. هؤلاء الخوارج وأتباعهم هم الذين شقوا صف الأمة، وزرعوا فى جسدها الفتنة باستخدام المصاحف والقرآن «حمّال الأوجه». وعظهم علىٌ قبل قتالهم، وعاد الآلاف منهم وبقى البعض منهم على ما هم عليه، ومحاربته، و«قتلوا الأبرياء، حتى النساء، وأخافوا ابن السبيل، وأفسدوا فى الأرض»، فاضطر كرم الله وجهه إلى محاربتهم «لدفع شرهم، وإخماد نار فتنتهم، فحاربهم، وقتلهم، ولم يفلت منهم إلا أقل من عشرة، هم الذين تناسلوا وخرج منهم الدواعش والإخوان، خوارج العصر الذين يريدونها فتنة أخرى بدعوة رفع المصاحف وشعار «الثورة الإسلامية».
لم يكفهم القتل والتخريب منذ سنوات القرن الماضى وحتى الآن، أرادوا - لعنة الله عليهم - إيقاظ الفتنة النائمة. وكم من الجرائم ارتكبت برفع المصاحف والاتجار بالدين فى العصور القديمة والحديثة، وأزهقت أرواح الأبرياء من المسلمين باسم القرآن الكريم، وباسم الحكم بما أنزل الله. هؤلاء فى الماضى حاربوا عليا رضى الله عنه، وحكموا عليه بالكفر باسم الدين، وكفروا الخليفة الثالث عثمان بن عفان- ذو النورين- زوج بنات رسول الله، وقطعوا رأسه وأخرجوا أحشاءه، وكان قاتله يصرخ وهو يقتله «الله أكبر» لأنه – أى عثمان أحد المبشرين بالجنة - كافر..!
هؤلاء أيضا قتلوا عليًّا بن أبى طالب وهو راكع فى ص?ة الفجر فى مسجد الكوفة، كان عبدالرحمن بن ملجم، أحد الخوارج، يصرخ ويقول أثناء طعنه له بخنجر مسموم الله أكبر، وكان يقول عن على - ابن عم رسول الله وابن عم عم رسول الله، وأحد المبشرين بالجنة - أنه كافر. قتلوا الحسين- حفيد رسول الله - وقطعوا رأسه لأنه «كافر». كفروا عائشة وطلحة والزبير وسفكوا الدماء وأحلوا الحرمات. هم الآن الذين يخربون ويدمرون ويقتلون أبناء الشعب المصرى لأنهم «كفار». هم الخوارج الذين يدعون لرفع المصاحف غدا، فعلى الدولة أن تتصدى لهم بقوة.. وحتى لا تكون فتنة لانعلم إلى أين تأخذنا.