أنقل ما سمعته من شخصيات بحرينية قابلتها مؤخرا، ويدور حول جماعة الإخوان فى «المملكة» ونفوذها وارتباطها بالجماعة فى مصر.
البحرين تتجاذبها أطراف، «شيعية» تارة تصمم على انتزاعها من عروبتها، وإخوانية تارة أخرى تريد وضعها فى محور الولاء لـ«الجماعة»، وبالرغم من ذلك فإن العملية السياسية فيها بقيادة الملك «حمد بن عيسى آل خليفة»، تحاول السير وسط الأمواج المتلاطمة من أجل الحفاظ على هوية البحرين العربية، بالوقوف ضد المخططات الخارجية ضد المملكة.
فى النفوذ الإخوانى وحسب ما سمعته، هناك جانب كان يتم إدارته فى السنوات السابقة بسرية شديدة وحرفية فى التنفيذ، ويتمثل فى المدرسين الذين يتم إعارتهم سنويا من مصر إلى «المملكة»، وتبدأ إدارة هذه المسألة من عند مسؤول مصرى يعمل فى التربية والتعليم بـ«البحرين» منذ سنوات طويلة، وينتمى إلى «الجماعة»، ويقوم هذا المسؤول سنويا بإعداد قائمة بأسماء محددة لمدرسين، ويتم إرسال هذه القائمة إلى مصر على أساس أن الأسماء التى تحتوى عليها ينطبق عليهم شروط الإعارة، وطبقا لذلك يتم تسفيرهم بكل يسر، ودون لفت أنظار أحد من البحرين، أو من مصر.
الأسماء التى يحددها المسؤول الإخوانى الذى يعمل فى البحرين ينتمون إلى الجماعة، ويسافرون بوصفهم معارين رسميا، ويتم تمرير الخطة بالقواعد والشروط الرسمية دون أن يلحظ أحد أى ثغرات فيها، وبالطبع فإن ولاء هؤلاء يكون للجماعة بكل ما يعنى هذا الولاء الذى لم تعد مظاهره خافية عن أحد.
وفى الحالة «البحرينية» كان مشهد الانتخابات الرئاسية عام 2012 دالا وجامعا ومعبرا عن ذلك، فحسب ما سمعته، كان كوادر الجماعة يقومون بشحن المصريين هناك من أنحاء البلاد مجانا إلى السفارة، ومنح كل شخص «بون» لشراء سلع مجانية من أماكن تابعة لهم، وذلك للتصويت للدكتور محمد مرسى، وكانت الدعاية تتم له علنا، ومنها مثلا زيارات لكوادر الجماعة إلى المصريين فى مساكنهم، وبتضافر جهود «إخوان البحرين» مع «إخوان مصر المقيمين فى العاصمة» «المنامة»، والمدن البحرينية الأخرى نفهم سر اكتساح محمد مرسى لأصوات الناخبين المصريين هناك فى الجولتين، الأولى والإعادة عام 2012.
وإذا تحدثنا مثلا عن قوة «الجماعة» ماليا، فعلينا أن نفهم أبعاد تنفيذ المخطط الذى كان يتم فى إعارة المدرسين، وغيره من المخططات المماثلة التى من الممكن أن تحدث فى قطاعات أخرى، فهى تعطينا شفرة لفك كثير من الألغاز التنظيمية والمادية، فعلينا أن نتوقع مثلا، والتوقع يصل إلى حد اليقين بأن هؤلاء يتبرعون من وراتبهم لصالح الجماعة، وعلينا أن نتوقع مثلا أن ما يقوم به هذا «المسؤول الإخوانى»، هو من صميم عمل مكتب الإرشاد الذى كان يخطط لزرع رجال الجماعة فى الجهات المؤثرة داخل مصر وخارجها، على أن ينفذون مخططات مرسومة بدقة وتدور فى سرية كاملة بعيدة عن أعين الأجهزة الرسمية، وحبذا لو كانت تتم فى إطار قانونى، وطبقا لذلك يتمدد «التنظيم» داخليا وخارجيا. أنقل ما سمعته، حتى ينتبه المسؤولون فى البلدين للمخططات التى تتم فى الخفاء من الجماعة، فولاؤها لا يكون للأوطان، وإنما للتنظيم.