كل الفتاوى التى خرجت فى الفترة الأخيرة من مشايخنا فى المؤسسات الرسميه وغير الرسمية، وضعت كل من سيخرج فى مظاهرات رفع المصاحف فى قائمة «الشيطان»، الذى يجب أن يحرق، وأن استخدام القرآن الكريم فى هذا الصراع يعد من الكبائر، ومن يستخدمه فاجر وآثم ومن الخوارج، بينما نرى الطرف الآخر من فقهاء الإخوان، يؤكدون أن رفع المصاحف من أصول الدين، وأن الصحابة قاموا برفعه فى معاركهم، وكلا الطرفين يستحضر من الدين مايؤيده، وما بين «تحريم» أو «تحليل» عملية رفع المصحف، يبقى السؤال الهام فى مسألة استخدام الدين بشكل علنى، وهو ما كانت تريده الجماعة الشاردة منذ اليوم الأول لعملية الإطاحة بحكم المرشد، ومحمد مرسى، والشاطر، وبالرغم من أن لدى ثقه %100 أن الإخوان والجبهة السلفية لن تفلح فى الحصول على مكسب حقيقى من مظاهرات رفع المصاحف، إلا أننى أستطيع التأكيد على أن الفُجر الإخوانى نجح فى تأصيل وإعادة الصراع بينه وبين شعب مصر إلى مربع الصراع الأول، وهو الصراع بين الفئة المؤمنة والمتمثلة فى الإخوان – على حد اعتقادهم – وبين الفئه الباغية والمتمثله قى الشعب والجيش الذى أطاح بحكم الإخوان، وهو الصراع الذى كانت جماعة الإخوان تعيش عليه فى صراعها، أثناء حكم مبارك وقبله عبدالناصر والسادات.
ولكن هل ظلت الجماعة فى معسكر الفئة المؤمنة بعد 30 يونيو؟، أعتقد أن الإجابة بالنفى، خاصة بعد أن تأكد لنا جميعا أن الإخوان «ضحكوا» علينا بشعارات وهمية، خاصة أننا جربناهم فى الحكم، فكانت النتيجة أننا أمام حكم فاشى، وحكم أسوأ من حكم مبارك، والآن وبعد مرور أكثر من عام على إسقاط حكم المرشد، عادت الجماعة ترتدى ثوب الإيمان والطهر، وتستخدم الدين لاعبا أساسيا فى حربها مع السيسى ولكن هل تنجح الجماعة فى خداع الجماهير، كما فعلت لأكثر من 70 عاما؟ الإجابة ببساطة «لا»، والسبب أن أيادى الإخوان ملوثة بدماء أبنائنا من شعب مصر منذ 30 يونيو وحتى الآن، ولهذا فإننى أستطيع وبكل ثقة التأكيد على أن الإخوان ومن يؤيدهم ،هم يريدون نشر الفساد فى الأرض، وجزاء من ينشر الفساد هو قطع الأيدى والأرجل من خلاف، وهو ماسيقوم به شعب مصر غدا الجمعة فى «جمعة رفع المصاحف»، أو التى ستتحول إلى جمعة حرق الإخوان.