دار نقاش طويل مع الزميل محمد إسماعيل الصحفى والباحث فى ملف الإسلام السياسى حول 28 نوفمبر لبيان حجمها الحقيقى، فرضنا فى النقاش 4 تساؤلات وصولا إلى نتائج عملية، أولا من الداعى لمظاهرات 28 نوفمبر؟ والثانى ما مقدار استجابة الكتل السياسية فى مصر لتلك الدعوة؟ والثالث مدى تجاوب الحكومة مع المظاهرات بالسلب والإيجاب؟ والرابع لماذا تعاملت الدولة مع 28 نوفمبر بشكل أكبر من أى دعوات أخرى مثل 6 أكتوبر الماضى؟
خرجنا من الأسئلة الأربعة بإجابة عامة وتحتها تفاصيل عديدة، والإجابة هى أن الدولة أعطت لـ28 نوفمبر اهتماما أكبر من حجمها الطبيعى، أما التفاصيل فهى كالآتى:
1 - الداعلون لـ28 نوفمبر، كتلة ضعيفة مقارنة بدعوات 6 أكتوبر الماضى، فضلا عن الدعوة لم تلقَ قبولا من كتل التيارات المدنية بالأساس، وحتى الإسلاميون فتشتت الدعوة بينهم بعد أن أعلن حزب النور فى مؤتمر صحفى وبيانات متتالية تبرئته من 28 نوفمبر فضلا عن أن الموجودين فى معسكر الإخوان خارج الدعوة أيضا من بينهم البناء والتنمية والوسط والوطن.
2 - تصدير الخوف من 28 نوفمبر، لم يكن من الداعين لها، بقدر ما كان من الجهاز الأمنى، وتجسد ذلك فى بيانات متتالية لوزير الدفاع ووزير الداخلية حول الاحتياطات الأمنية للمظاهرات، وصور المدرعات وسيارات الأمن المركزى المنتشرة فى الشوارع تحسبا لليوم، خاصة أن المؤشرات الأولية تتجه إلى أن المظاهرات لن تنطلق إلا من نفس الأماكن التى تنطلق منها عقب كل صلاة جمعة من فيصل والهرم وعين شمس والمطرية وحلوان.
3 - ازداد الخوف باقتراب 28 نوفمبر، من واقع رسائل جديدة من الجهاز الأمنى أبرزها بيان صادر من وزارة الداخلية عن مؤتمر نظمه جهاز الأمن الوطنى بحضور ممثلين من جميع الأجهزة، وهى المرة الأولى التى يعلن فيها عن مؤتمر بالأمن الوطنى.
4 - دعوات 28 نوفمبر، كانت فى حيز ضيق جدا لرواد التواصل الاجتماعى، لم نرصد منشورات فى الشوارع أو بوسترات على الحوائط، وتورطت الدولة دون أن تدرى فى نقل الدعوات إلى عدد أكبر، ويتجسد ذلك فى تحديد عنوان وزارة الأوقاف لخطبة الجمعة الماضية والحالية عن 28 نوفمبر، وهو بمثابة إعلان رسمى عن المظاهرات لمن لم يكن يعلم بالأساس أى شىء عنها.
الأصل مما ذكر أن الدولة تورطت دون أن تدرى فى نشر الخوف قبل يوم 28 نوفمبر بتصريحات متتالية من مسؤوليها، ثم أمنت هى بالخوف، فرفعت حالة التأهب بما انعكس عليه إضفاء الأهمية على فعاليات يوم، هو بالأساس غير مهم.
حفظ الله مصر، وحمانا شر مكائد الخائنين للوطن.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة