لماذا تؤلمكم أصوات مغايرة عنكم؟ رغم أنها أصوات عفيفة اللسان لا تسب ولا تقذف ولا تخوض فى الأعراض، تُعبر فقط عن رأيها بكل أدب واحترام، فهل أصبح الاحترام يؤرقكم؟ وأصبح الأدب مرارة فى حلوقكم؟ فتتوجعون وتتألمون وتصرخون، يظهرون أو يختفون لماذا تهتمون؟ أليسوا هم أقلية؟ أليسوا خونة وعملاء فلن يصدقهم جمهوركم الوطنى المخلص النبيل؟ لماذا تهاجمونهم بهذا الشكل وبهذا الإسفاف الذى ينهش فى الأعراض؟ هل هذه هى الوطنية التى تزعمونها؟ هل هذه هى الديمقراطية التى تدعون إرساءها؟
تتوهمون أن فلانا عاد وعلانا ظهر مرة أخرى، وترددون كلاما أشبه بالجهل والعبث، ففلان لم يعد وعلان كان دائم الظهور فى المحافل الدولية وأنتم تتجاهلون، فلا وائل ولا د.البرادعى عاد إلى أرض الوطن، ولا وجّه أى منهما كلاما مباشرا للإعلام المصرى، وهما يظهران من فترة إلى أخرى فى المؤتمرات الدولية بحكم وظيفة كل منهما ومن حقهما أن يعبرا عن رأييهما كما يشاءان وكيف يشاءان.
أما يكفيكم عام ونصف العام لا تفعلون أى شىء سوى انتهاك سيرتهما بالباطل والافتراء عليهما؟ أما يكفيكم أنهما تركا البلاد والتزما الصمت طيلة عام ونصف العالم لم يدافعا فيه حتى عن نفسيهما؟
لقد وصل بكم العبث بأن تحللوا ظهورهما فى هذا التوقيت بأنه مؤامرة ورسالة إلى الدراويش.
يا سادة.. كلمة د.البرادعى لم يرسلها لوسائل الإعلام من خلال مكتبه الإعلامى، لكن وسائل الإعلام حصلت عليها من قنوات اليوتيوب الخاصة بالجامعة التى حاضر بها، وإذا لم تقم الجامعة برفعها على اليوتيوب لما عرفتم عنها أى شىء، مثلها مثل محاضراته السابقة، ومنهم أيضا الفنان المهندس خريج هندسة عين شمس قسم اتصالات، الحاصل على الماجستير من جامعة «صارى» بلندن، والحاصل أيضا على جائزة أحسن ممثل فى مهرجان سينمائى دولى ورفع اسم مصر وشأنها، فماذا قدمتم أنتم سوى الصراخ والتخوين والسباب والقذف؟ عبر عن رأيه المخالف لآرائكم من داخل وطنه وليس من خارجها كما تلومون الآخرين، فلم ترحموه بكرباج ألسنتكم الفاحشة لا هو ولا زميله الفنان الشاب محمد عطية الذى لم تتحملوا رأيه الذى عبر عنه فقط على صفحته الشخصية الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك فكم أنتم صغار! وهجومكم لا يعرف منطقا ولا يستند إلى موضوعية.
استمروا فى الصراخ والبذاءة فى الهجوم، فهذه وسائل فانية متعفنة يستخدمها من لا حجة له والفقير فى الرد، والمفلس فى الإقناع، وتأكدوا أن من يستخدمونكم حاليا لن يستطيعوا أن يبقوا عليكم دوما، فأنتم كروت يحرقونها عندما تنتهى صلاحيتها، وإذا عاد إليكم عقلكم فى يوم من الأيام فلن يفيدكم الندم إذا أتى متأخرا.
لم تتعلموا من حالة العالم المصرى الدكتور عصام حجى الذى نهشته ألسنتكم من قبل وأحرجكم هو بعلمه ووطنيته ورفع اسم مصر عاليا مدويا فى مجال الفضاء، فتكرروا أخطاءكم مرارا وتكرارا ولا تعترفوا بجرمكم ولا تعتذروا، بل تتكبرون وتعاندون ولا تختشون وتستمرون فى فعل الرذيلة، فتذكروا أن التاريخ ونفس هذا الشعب لن يغفر لكم بعد أن تزول الغمامة عن أعينهم عندما يكتشفون زيفكم حالة بعد حالة، فالحق ينتصر لا محالة وإن تأخر لسبب لا يعلمه إلا المولى عز وجل، وكما قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم «سأصرف عن آياتى الّذين يتكبّرون فى الأرض بغير الحقّ وإن يروا كلّ آية ٍلا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرّشد ِ لا يتخذّوه سبيلاً وإن يروا سبيل الغىّ يتخّذوه سبيلا ذلكَ بأنهم كذّبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين» (146) الأعراف، «واستكبر هو وجنوده فى الأرض بغير الحقّ وظنّوا أنّهم إلينا لا يُرجعون» (39) القصص. صدق الله العظيم