من قرية «سماليج» مركز تلا محافظة المنوفية إلى مدينة مراكش فى المغرب، سافرت «إسراء السيد صالح» لتعرض إبداعا علميا عكفت عليه مع ثلاثة من زملائها هم، محمود إبراهيم عبدالغنى من طنطا، باسم محمد على يوسف 26 سنة من البحيرة، رقية عصمت 20 سنة من القاهرة.
إسراء عمرها 23 عاما، ابنة لموظف فى الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى بالمنوفية، وتعلمت فى المدارس والجامعات الحكومية حتى حصلت على بكالوريوس العلوم جامعة المنوفية، قسم «كيمياء مايكو بولوجى»، وتعد الآن رسالة الماجستير فى معهد الهندسة الوراثية بمدينة السادات.
وقفت «إسراء» أمام مؤتمر «قمة ريادة الأعمال الخامسة» بمراكش يومى 20 و21 الشهر الجارى، تعرض اختراعها، الذى كان ضمن 100 اختراع تقدم به 100 فتاة من مختلف دول العالم، وبعد تصفيات بين المتسابقات استقرت لجان التحكيم، وهى دولية على 12 متسابقة، كانت إسراء من بينهن.
تحدثت إسراء بثقة بدأت: «أنا إسراء من مصر»، وعرضت مشروعها، وهو عبارة عن نظام بيولوجى لمعالجة مياه الصرف الصحى لتتحول إلى مياه صالحة للرى، وقالت إن فكرتها تقوم على وجود كائنات دقيقة فى مياه الصرف تتغذى على الملوثات الموجودة فيها، ونشاط هذه الكائنات يخلق «بايو غاز» مما يجعل المياه صالحة للرى.
إسراء قالت إنها تعمل فى مشروعها منذ عام ونصف مع فريقها، وأجابت على كل أسئلة لجنة التحكيم وكانت باللغة الإنجليزية، وعلق أحد أعضاء اللجنة: «هذا مشروع مهم لبلاد الشرق الأوسط»، ونالت تصفيقا كبيرا من الذين تابعوها وكانوا بالمئات وحصلت على المركز الثانى بجائزة 10 آلاف دولار تمويلا لمشروعها. أثناء ترقبها وترقب الجميع لإعلان أسماء الفائزات الثلاثة، سألتها عن رحلتها مع المشروع، فقالت لى إنه بدأ معها بصدفة غريبة، حين سمعت من رئيس والدها فى العمل يعرض عليه رئاسة محطة صرف جديدة، قائلا له: «اتكلفت 75 مليون جنيه ومحتاجة حد خبرة»، فقادها ذلك إلى البحث عن كيفية تعظيم الاستفادة بهذه المياه، وخاضت تجربة وراء أخرى حتى توصلت إلى فكرتها وقامت بعمل وحدة مصغرة لتجريب الفكرة على أرض الواقع.
كانت جامعة النيل هى الجهة التى شجعت إسراء، حيث اشتركت بفكرتها فى مبادرة «رواد النيل» التى أسستها الجامعة، ومولت النموذج الأول للمشروع، كما أعطت «مصر الخير» جائزة أفضل مشروع، كما منحت الجمعية المصرية لشباب الأعمال المركز الثانى فى مسابقة شهر «مارس الريادى»، ومنحت شركة «إ م.سى. إى. إيجيبت» إسراء جائزة أفضل مشروع. ذشاهد القائم بأعمال السفير الأمريكى فى مصر «ديفيد رانز» المشروع فى نهائى مبادرة «رواد النيل»، فتحمس له، وقامت السفارة بتحمل نفقات سفرها إلى مراكش لعرض المشروع أمام المؤتمر الذى استضاف نحو خمسة آلاف من مختلف دول العالم، وتحدث فيه نائب الرئيس الأمريكى «بايدن» ورئيسا «الجابون» و«غينيا».
ذموهبة إسراء التى يرعاها والداها تبعث على الأمل فى شباب مصر، لكن الخوف يبقى من العوائق، وأعداء النجاح، هى حصلت على المركز الثانى فى كتابة وإلقاء الشعر على مستوى جامعة المنوفية، وحصلت على وعد بأن تستكمل دراستها العليا فى أمريكا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
هاني
تعليقي
منور الشاشة يا أستاذ سعيد وحمد الله على سلامتك