هذه الرسالة وصلتنى من السيدة (أ.إ) من مدينة نصر: منذ شهرين كلما رأيت وزير التعليم على فضائية يبتسم بود للمتابعين، أردت أن أحكى له:
قالت لى ابنتى «احنا ثانوية عامة يعنى لن نذهب إلى المدرسة، وهنذاكر فى البيت»، كنت أعددتها لحضور دروس المدرسة وعدم الاعتماد على الدروس الخاصة التى حجزناها فى كل المواد، ما عدا الدين.
بدأت تسألنى: «حتجيبى الشهادة إمتى؟»، «كل البنات جابوا شهادات وحتى أعز صديقة لى أخدت إجازة شهر ولم يعد غيرى أنا وبنتين، والمدرسون يدخلون الفصل لا يشرحون، ولكن يسألون أين وصلنا فى الدروس الخارجية وبعضهم يسأل: «لماذا نذهب؟».
قلت لها: إننى لا أعرف طبيبا يجاملنى، وبعدين مرض إيه اللى هتغيبى شهر بسببه؟ عرضت على شهادة زميلة لها مكتوب فيها المرض: «الهلع» والإجازة شهر، ثم قالت بوضوح: ماما انت فاكرة إننا هندور وندوخ على دكتور؟ فى التأمين الصحى بياخدوا «40 جنيه».
اكتشفت أن كل البنات قدمن شهادات من نفس الطبيبة، والمدرسة حسنة السمعة اعتمدتها ولم يبق إلا عدد قليل، ابنتى تنزل فى السابعة وتصرفهم المدرسة يوميا الساعة 12، «لأنهم دفعة تخرج ولازم يروحوا بدرى يذاكروا»، «إيه هندفع رشوة؟» سألت نفسى بصوت عال وأنا أحدثها، وهى تخبط قدميها فى الأرض وتتهمنى بأننى لا أعبأ بمستقبلها الذى يضيع بين الساعات المهدرة يوميا بلا أى شرح فى المدرسة وتعود لتنزل للدروس الخاصة، فقط لأنى لا أريد الخضوع، ثم قالت بحسم: «أنا مش هاروح واللى يحصل يحصل».