الطفلة كيم كونج سوك التى وجدت فى أحد أزقة سيول بكوريا الجنوبية بعد ثلاثة أيام من ولادتها سنة 1973 من أب وأم مجهولين، وذهبت إلى أحد الملاجئ إلى أن تبنتها أسرة فرنسية وهى فى السادسة وأعطتها اسمها، هى نفسها فلور بيرلان التى تشغل منصب وزيرة ثقافة فرنسا منذ أغسطس الماضى، كانت سعادتها غامرة بفوز فرنسا وموديانو بنوبل هذا العام، وأصدرت بيانا أشادت فيه بأعمال الكاتب الذى ترجمت كتبه إلى 36 لغة، وذكرت فيه كتابيه، «ساحة النجوم» و«حتى لا تكون الخاسر فى شارعك»، ولكنها عندما سألتها مذيعة عن عنوان واحد قرأته للفائز، أجابت بأنها لم تقرأ كتابًا واحدًا فى العامين الماضيين.
كان الرد غريبا فى بلد يصدر 70 ألف كتاب سنويًا، وتساءل المثقفون: كيف تشغل امرأة لم تقرأ كتابًا منذ عامين هذا المنصب الرفيع؟ وما معنى بيانها الذى حلل أسباب فوز موديانو، والتى قالت إن كتاباته تحمل «مسحة خفيفة من الحزن وهو الغائص فى خفايا ومنحنيات الذاكرة»، كما جاء فى الشرق الأوسط، صدق الوزيرة، كان صادمًا للفرنسيين الذين يصل متوسط القراءة بينهم إلى 200 ساعة سنويًا، بينما يصل المتوسط عربيا بين سبع وعشر دقائق، أى ربع صفحة حسب موقع دار الكتب، إسبانيا تطبع سنويًا من الكتب ما يوازى عدد الكتب المطبوعة فى العالم العربى منذ عهد الخليفة المأمون، وفى الوقت الذى تطبع فيه إسرائيل 35 ألف كتاب سنويًا، تطبع مصر من 12 إلى 14 ألفا، 85% منها كتب مدرسية وجامعية.. فى وجود وزير ثقافة يحب القراءة موت.