الأمن القومى المصرى، يأتى فوق كل الاعتبارات، السياسية والدبلوماسية والإنسانية، وإن أى تهديد له لابد أن يقابله قوة ردع، وحسم كبير، وعلى كل أجهزة الدولة بشكل عام، والمؤسسات الأمنية المعنية بدرء المخاطر والمحافظة على استقرار البلاد، بشكل خاص، لابد لها أن تتأهب وترفع درجة استعدادها إلى القصوى. ومصر تعيش الآن وسط بركان يغلى على حدودها، ونار مشتعلة فى المنطقة بأكملها، تحاول أن تلتهمها وتحولها إلى رماد، وأن المخططات تم وضعها فى الخارج، ولها أذرع لتنفيذها فى الداخل، متمثلة فى تيارات وحركات لا يهمها إلا تحقيق مصالحها فقط.
وفى إطار السعى الحثيث لإسقاط الدولة المصرية، تفرغ المتآمرون من تركيا وقطر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، للتفكير والتدبير واستحداث خطط لتنفيذ مؤامراتهم، دون أن ينال اليأس من عزيمتهم وروحهم المعنوية، مع فشل كل خطة يضعونها، بداية من تنفيذ العمليات الإرهابية، وإطلاق الشائعات شبه اليومية، لشق الصف بين الشعب ومؤسساته الحاكمة، ومرورا بتزوير وفبركة الفيديوهات والصور، وأخيرا بالترتيب لثورة قادمة تحت مسميات فضفاضة.
وتمكن المتأمرون فى الخارج، وأذرعهم من الجماعات التكفيرية، من عينة داعش وتنظيم القاعدة وجماعة أنصار بيت المقدس، وجماعة الإخوان الإرهابية، وحلفائهم، من تجنيد عدد من الطلاب العرب من جنسيات مختلفة، على رأسها سوريا وفلسطين وليبيا والعراق واليمن، والدفع بهم للدراسة فى الجامعات المصرية، حكومية وخاصة، لتنفيذ مخططاتهم. هؤلاء الطلاب، يقطنون عددًا من المدن الجديدة، أبرزها مدينة 6 أكتوبر، وبدأوا فى الترويج للأفكار المتطرفة، ومن الملاحظ أن معظم عمليات التفجير التى وقعت مؤخرًا، تم ضبط عناصر فلسطينية وسورية فى موقع الحادث، خاصة العمليات الإرهابية التى وقعت أمام جامعتى القاهرة والأزهر.
والسؤال، هل الأجهزة الأمنية المصرية، لديها قاعدة بيانات، وحصر لكل الطلاب العرب والأجانب الذين يدرسون فى الجامعات المصرية، وتحديدًا الجامعات الخاصة؟
المؤكد، وحسب معلوماتى التى لا تقبل الشك، لا يوجد قاعدة بيانات عن هؤلاء الطلاب، ولا يوجد حصر لهم، وهذا الملف يكاد لا يحتل جزءا من هامش شعور الأجهزة الأمنية المعنية، رغم خطورته البالغة، وضرورة الاهتمام به، ووضعه على قمة أولوياتهم، فى ظل الوضع المتأزم التى تمر به البلاد حاليًا.
دندراوى الهوارى
خطر طلاب سوريا وفلسطين وليبيا والعراق بالجامعات المصرية
الإثنين، 03 نوفمبر 2014 12:02 م