قال المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، للإعلامى عمرو أديب فى برنامج «القاهرة اليوم»: إنه يحب الاستماع إلى أغانى عبدالحليم حافظ، وأنه يحب روايات علاء الأسوانى، ويطالع كتابات هيكل لأنه تربى عليها.
فى البداية علينا الترحيب بما قاله السيد محلب، إذ كشف لنا اهتماماته الثقافية، وأظن أن كل مسؤول سياسى مطالب بأن يقدم للناس لائحة بالكتب التى تأثر بها، موضحًا أسباب هذا التأثر، ولائحة أخرى تكشف علاقته بفنون الموسيقى والغناء والسينما والمسرح. لأنه من دون الأدب والفن يصبح المرء ذا خيال فقير محروم من التعامل الإنسانى الرقيق مع البشر الذين يحكمهم.
نعود إلى المهندس محلب الذى أبدى إعجابه بعبد الحليم، لنسأله (ما موقفك من أغنيات أم كلثوم وعبد الوهاب؟)، صحيح أن عبد الحليم مطرب تمكن فى التغلغل إلى وجدان الشباب بأغنياته العاطفية الهامسة، إلا أن أعماله لا ترتقى إلى مستوى إنجازات أم كلثوم وعبدالوهاب، فعبد الحليم يتوجه بفنه إلى الشباب صاحب الخبرة المحدودة فى المشاعر وفى الفن أيضا، بينما أم كلثوم تغنى للكبار الذين عجنتهم الحياة بحلوها ومرها وأذاقتهم (شهدها وصابها).
لا غبار على أحد يفتن بعبد الحليم ويفضله على كوكب الشرق أو الموسيقار الأعظم، إذا كان عمره لا يتجاوز الأربعين، لكن - فليسمح لى رئيس الوزراء - يصبح من العسير أن يظل المرء مغرمًا بحليم وقد تعدّى الخمسين!
لا تقل لى من فضلك: إن ذلك الأمر مجرد اختلاف فى الأذواق، ولكل امرئ ما نوى من ذوقه، لأنى سأخبرك بأن الفن يعتمد فى الأساس على خبرة المرء فى التلقى واتساعها، كما يتكئ على مدى ثقافة الإنسان وعمقها، وبالتالى سيظل الأميون أو أصحاب التعليم المحدود يدورون فى فلك «عدوية وشعبولا» ومن شابهما، بينما سينصت إلى عبقرية أم كلثوم وعبد الوهاب من تسلح بذائقة فنية رفيعة جعلته يستوعب أعمال هؤلاء المتميزين وينتشى بها.
أما علاقته بفن الرواية، فقد كنت أتمنى أن يضيف أسماء أخرى بالغة الأهمية مثل محفوظ وبهاء طاهر، ولكن يبدو أن ذائقة رئيس الوزراء متوقفة عند هذا الحد فقط!