إمسك «ريموت» التليفزيون وتنقل بين القنوات الفضائية، أو «قلب» بين الصفحات الأولى للجرائد، ستجد أن الإعلام المرئى والمقروء يلف ويدور حول 5 قضايا أساسية، يتحدث عن ثورة يناير وأجواء المؤامرة، عن دور الإعلام فى مساندة الجيش، عن قانون التظاهر ومحاولات التعديل، عن الانتخابات البرلمانية المقبلة بالتحالفات الفاشلة وتقسيم الدوائر المنتظر، عن قناة السويس والحلم المصرى.
بلا جدال، قضايا هامة، ولكن حاول أن تعرف حجم قضايا «مصر اللى تحت»، الفلاحون والريف والصعيد، مصر «اللى خارج حدود القاهرة»، ستكتشف أن نصيبها من الصحافة خبر حوادث فى صفحة الجريمة أو قطاران متصادمان مع صورة مؤلمة، أو تقرير محزن عن أسرة تلميذ دهسته سيارة التغذية فى مدرسة ابتدائى.
«مصر اللى تحت»، تتزايد هموم أبنائها، مع تزايد المشاكل، الخدمات الصحية فى انخفاض واللجوء إلى طبيب خاص بات الحل الوحيد مع فقر الوحدات الصحية بالقرى.. «مصر اللى تحت» يفتقد أهلها خيار التعليم النموذجى أو الخاص، مجبرون على دخول المدارس الحكومية بتفاصيلها الدرامية المعقدة من مُدرس غير كفء، ومدرسة غير صالحة بالأساس أن تكون بيتا للعلم، وفصل دراسى ممتلئ تفوق أعداد التلاميذ به العدد الطبيعى بأضعاف.
«مصر اللى تحت مافيهاش أحمد موسى ولا علاء عبدالفتاح ولا كيم كارديشيان»، لكن بها عم محمد المزارع البسيط، بطلبه الوحيد أن الجمعية الزراعية توفر له السماد، فيها أم أحمد التى تعكف على تربية أبنائها بعد وفاة زوجها، وأملها الوحيد أن تحصل على معاش التضامن الاجتماعى أول كل شهر بدون تأخير، فيها المهندس المحترم خيرى الذى عاش طوال حياته يخدم البلد، وعندما مرض فى السنوات الأخيرة بالكلى، لم يجد الرعاية الطبية، فيعانى وأسرته مشقة التنقل والسفر لكى «يغسل»، بعد ساعات طويلة انتظار..لا يهتم به أحد.
«مصر اللى تحت»، عمرها ما كانت «زى مصر اللى فوق»، تحت يسكن الوجع، والفقر، والتهميش، وضيق الحال.. من «تحت» يبدأ الحل إن أردنا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
هبة
وزارة الاسكان