نفسى أعرف كوادر الإخوان بيضربوا إيه، تلاقى الواحد منهم قد الشحط وبيطلع فى قنواتهم الصفرا إياها وهات يا كذب لغاية ما تحس إنه بيتكلم عن بلد تانية وناس تانية، وتستغرب إنه لا يطرف له جفن وهو يطرش علينا أكاذيبه الشبيهة بخطابات القذافى. واحد غليظ وبارد طلع يبشرنا بملحمة الثورة الإسلامية فى 28 نوفمبر بينما التقارير الموثقة تقول: إن أكبر تجمع كان لا يزيد على مائة شخص، أين حمرة الخجل يا عمرو يا دراج يا أبو لمعة عصرك وأوانك؟
الترامادول ميعملش كدة ولا الحشيش طبعا، ده جو «صراصير خالص»، واحد تانى لا يقل بلاهة عن عمرو أبولمعة طلع يبشر متظاهرين، هو وحده الذى يراهم، بأن مظاهرات 28 الحاشدة التى لم تحدث من قبل- تخيلوا لم تحدث من قبل - لو استمرت على هذه الوتيرة 48 ساعة فقط ستسقط الشرطة والنظام وحوالى 30 عمارة مخالفة، يا أخى خلى عندك دم، هو الكذب بقى حلال زى الدعارة بالظبط، هو بقى فيه جهاد الكذب زى جهاد النكاح؟
فى الأول أنا قلت واحد إخوانجى دماغه راحت منه، وبعدين لقيتهم كثير وكلهم على نغمة واحدة يعود أصلها إلى مذيع صوت العرب الراحل أحمد سعيد الذى بشرنا فى عز النكسة بالنصر المبين، لكن مع الفارق الجوهرى. إن أحمد سعيد كان يتصور أنه ينقل عن قيادات وطنية تمده بمعلومات أمنية موثقة عن سير المعركة، بينما علوج الإخوان ومحاسيب الناتو ورعايا الدوحة وأنقرة ومقاطيع لندن، يعرفون ويكذبون كما يتنفسون، لكنهم يتحركون وفق نظرية «اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس فإذا لم يصدقوك فصدق أنت نفسك».
هل سيحصد الإخوان الفاسدون شيئا من وراء كذبهم الصريح؟ هم يعرفون أن أيامهم سودا وأنهم فى المصيدة مثل أى فار مغرور لم يصدق حاسته بأن عليه التزام جحره، لكنهم يراهنون الآن على الملابس الداخلية بعد أن خسروا فى مقامرة الحكم السريع كل أقنعتهم وملابسهم ودعايتهم المضللة التى بنوها طوال الثمانين عاما الماضية.
يراهنون على أن المصريين ربما يعانون من ضيق الأوضاع الاقتصادية، فيدفعهم هذا الضيق إلى اليأس والخروج فى مظاهراتهم، أو أن العنف عدوى مثل الأنفلونزا الآسيوية، لكنهم يكشفون عن غفلة المقامرين بلحظة المراجعة والتراجع وغباء اللصوص عندما يطلقون النار على الشرطة.