عادل السنهورى

قبلة البراءة

الأحد، 30 نوفمبر 2014 06:42 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر الحكم الذى انتظره الكثيرون ببراءة الرئيس الأسبق حسنى مبارك وبراءة نجليه وبراءة حبيب العادلى ومساعديه. منذ بدء المحاكمة وإعادتها دارت التكنهات حول الحكم الذى سوف يصدر ضد رأس النظام الأسبق ووزير داخليته فى قتل المتظاهرين وباقى القضايا المتهم فيها.

ربما جرت فى نهر السياسة المصرية الكثير منذ بدء محاكمة مبارك، وجاء الإخوان إلى الحكم وظهرت حقائق أخرى أضافت مزيدا من الغموض فى مسألة قتل المتظاهرين ولم تبدو الإدانة واضحة مع انكشافات عديدة فى التحقيقات مع قادة الإخوان وتورط أطراف خارجية فى عمليات قتل وتخريب أثناء ثورة يناير.

بدون التعليق على حكم القاضى الجليل المستشار محمود كامل الرشيدى بالأمس، تختلط مشاعر متباينة هنا وهناك، فقد جاءت اللحظة التى انتظرها الجميع بأحكام البراءة و.. بـ«قبلة فوق الجبين» من الأبناء للأب تعبيرا عن فرحة براءته، هل جاءت الأحكام صادمة؟ أم أنها صدرت وفقا للأوراق المتاحة ووفقا لما استقر فى ضمير القاضى، وانصياعا للقاعدة القانونية الشهيرة «الحكم عنوان الحقيقية»؟

قضائيا ما زالت هناك الفرصة أمام النيابة العامة للطعن على الأحكام الصادرة، لكن هذا لن يمنع من أن هناك أسئلة كثيرة ستظل معلقة لفترة ليست بالقليلة فى أذهان الكثيرين وربما يبقى السؤال المحير: من قتل المتظاهرين فى الميادين العامة؟ مبارك أم رجال العادلى أم الإخوان، أم «الطرف الثالث» الخارجى؟

هل نطوى هذه الصفحة وننظر للأمام وللمستقبل ونتجرع مرارة العدالة أحيانا، مثلما نتذوق حلاوتها أحيانا أخرى؟

وهل نراجع أنفسنا ونعترف بالأخطاء التى ارتكبها من احتشدوا فى الميادين، ومن صعدوا إلى الحكم وإدارة شؤون البلاد بعد ثورة 25 يناير، دفعت بنا دفعا إلى مشهد المحكمة بالأمس؟

الأخطاء كانت كثيرة أبرزها أن من قاموا بالثورة لم يصلوا للحكم حتى يحكموا بآلياتها وأدواتها وقوانينها، وكانت النتيجة أن الطرف الذى كان يخطط ويدبر ويتآمر أيضا نجح فى التفتيت والتمزيق وزرع الفتنة بين «الثوار والمجلس العسكرى» حتى خلا له وجه السلطة وأزينت له وأول من تخلص منهم كان «المجلس والثوار».

التاريخ لن يعود للوراء مرة أخرى والثورة لم تقم من أجل الانتقام والقتل وانتظار الإعدامات، وإنما من أجل التغيير والبناء والتعمير وإقامة مجتمع التسامح والحرية والعدالة بالمفهوم الشامل للمعنى

مبارك بما يمثله أصبح جملة من فعل الماضى، وحائط البكاء لن يفيد الآن، ما يفيد هو أن نعلو فوق الأحزان والاستعداد لمرحلة البناء والعمل الجاد ولننظر وراءنا فى غضب ولنتعلم من أخطاء الماضى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة