ستبقى الاتهامات السياسية ستبقى تلاحق مبارك ونظامه، هى الاتهامات التى لم يحاكم عليها، هى الاتهامات التى ثار المصريون عليه بسببها فى ثورة 25 يناير، لا يمكن لشعب يثور ضد حكامه إلا وكانت هناك أسباب موضوعية لهذه الثورة
لا يخرج الشعب كقطيع يحركه آخرون، كما يحاول البعض أن يصور ما حدث يوم 25 يناير 2011.
قد لا تكون هناك ورقة واحدة تدل على أن مبارك والعادلى ومساعديهم متورطون فى قتل الشهداء، لكن هناك آلاف الأوراق والأبحاث والدراسات التى تطرح عشرات الاتهامات
التى يمكن إجمالها فى اتهام كبير وهو، لماذا هكذا بقى الشعب المصرى فى بؤس كبير؟
لا يمكن تلبيس التاريخ بحقائق غير التى حدثت، وفى الحقائق أطرح هذه الأسئلة:
- تولى مبارك الحكم فى أكتوبر عام 1981، فهل حقق نظاما تعليميا محترما ومتطورا، هل كان يملك خيالا حالما فى هذا الأمر يقوم على بديهية أكيدة وهى، أن التعليم الصحيح يؤدى إلى تقدم أكيد؟، نظرة واحدة الآن على أحوال تعليمنا تقود إلى معرفة ما حدث فيه من كوارث طوال ثلاثين عاما قضاها فى الحكم، وهى أطول فترة لحاكم منذ محمد على باشا؟
- هل وفر للمصريين البسطاء وهم الغالبية الساحقة رعاية صحية سليمة؟، هل بمقدور مريض فقير أن يذهب إلى مستشفى عام ليحصل على رعاية صحية طبيعية تليق بالإنسان؟.
ليس من العدل أن ننظر إلى القضيتين السابقتين بوصفهما إفرازا لوضع حالى، فسوء التعليم بعد ثورة 25 يناير هو نفسه قبل الثورة، وسوء الرعاية الصحية بعد الثورة هو نفس السوء قبلها، نحتاج أن نتذكر ذلك كى نعرف الحقائق كاملة، كى نعرف الوجه الآخر لكل إنجاز تحقق فى عهد مبارك.
- هل حقق مبارك ديمقراطية تليق بالمصريين ؟، هل أجريت انتخابات نزيهة فى عهده؟ كان التزوير يتم على قدم وساق دون أن يكون هناك نقطة دم واحدة فى وجه أى مسؤول، حدث التزوير الفج والصريح فى انتخابات 1984 و1987 و1990 و1995، وحين أشرف القضاء على انتخابات 2000 و2005
طاردت الفضائح مرشحى الحزب الوطنى الحاكم ورموزه فسقطوا سقوطا مزريا، ولم يجد مبارك وابنه ورجالهما غير إلغاء الإشراف القضائى بتعديلات دستورية لقيطة، لتكتمل الفضيحة فى انتخابات 2010 والتى انتهت بفوز كامل لمرشحى الحزب الوطنى، وكان التزوير الذى حدث فيها هو بمثابة المشرط الذى فتح الجرح كله، حيث خرج المصريون فى ثورتهم يوم 25 يناير.
لماذا كان مبارك والعادلى وجمال يصرون على هذا التزوير الفج، ألم يكن ذلك تعبيرا عن احتقارهم للمصريين؟، ألم يكن ذلك تعبيرا عن قناعتهم بأنهم يحكمون شعبا لا يستحق أن ينتقل إلى مصاف الشعوب الدول المتقدمة والديمقراطية؟، لماذا كانوا يخشون من الديمقراطية وصندوق الانتخابات؟
لماذا تحالف مبارك ونظامه مع جماعة الإخوان حتى يبقى الاثنان؟، لا تصدقوا أن مبارك كان يعاديهم، والدليل تركهم بحريتهم فى النقابات، وترك جمعياتهم تعمل فى أمان، وترك مؤسساتهم بحرية، حتى تغولوا بالطريقة التى عرفناها.
وغدا نتبع