فى أغلب الأحوال يسعى شوقى غريب المدير الفنى لمنتخبنا الوطنى وجهازه الفنى الآن للخروج بخليط من النجوم يجمع بين المحليين والمستوردين.. لكى يصبح لديه فريق قادر على مجابهة السنغال - أسود التيرانجا - المتعطشة لنقطة على الأقل من الفراعنة فى لقاء القاهرة 15 نوفمبر الجارى.
ربما ينجح غريب والجهاز فى إعداد قائمة مكتملة -«عددياً» - من اللاعبين طبقاً لاختيار الأفضل، بما يعنى أننا سنرى فى معسكر الفراعنة 23 لاعباً.. أو العدد المسموح به لإكمال قائمة كاملة.
لكن تبقى الأزمة الحقيقية هى غياب المهاجم «الصنيعى الهداف»، الذى يمكنه ترجمة شغل الفريق إلى أهداف، أو على الأقل هدف يكفى للوصول للنقطة «و» أمام السنغال، لتبقى نقطة الحسم أمام الأشقاء التوانسة بتونس فى آخر مباريات مجموعتنا.
سيدى القارئ.. ماذا تفعل لو كنت مكان شوقى غريب وجهازه؟! هل تختار والسلام؟! بمعنى أن تأتى بخالد قمر المهاجم الأبيض ليصبح حاملا لأختام الحلم المصرى فى الوصول لأمم أفريقيا 2015؟! أما ستبحث فى دفاترك القديمة وتجرب فى وقت لن ينفع التجريب فيه، فتبحث ضم تمساح، أو أحمد حسن مكى؟!.
سيدى القارئ حقا إنها أم المشاكل، لأن كرة القدم الآن لا تعترف إلا بالاجتهاد، لكن هذا يحدث فى الجمهوريات المتقدمة كروياً.. بمعنى أن أى مهاجم لم يلعب دولياً، بينما أداؤه مع فريقه وعدد الأهداف التى يحرزها تؤهله للانضمام، بمعنى أن يكون هداف المسابقة مثلاً!
لكن فى جمهورية الكرة المصرية.. قد تأتى لتعطى أحد الهدافين المحليين حقه فى الانضمام فى غياب «السوبر مهاجم».. فتجده بدلاً من أن يستعد جيداً تسيطر عليه حالة من البرد تذكرك بموقف النجم محمود عبدالعزيز والرائع حسين فهمى عندما رفض النزول للبحر فى فيلم «العار» لإحضار «البضاعة».. فقال عبدالعزيز للنجم الكبير نور الشريف قائد العملية: مش هايقدر سيبه، هي هاز أنرفز إتشوك» يعنى عنده صدمة عصبية أصابته برعشة!
نعم سيدى القارئ.. رأينا نفس النموذج من بعض النجوم الذين طالما نادت الجماهير بضمهم.. أى والله ودون ذكر للأسماء، وهناك واقعة شهيرة مع الراحل الكبير محمود الجوهرى، حيث قام بـ«لف» نجم بـ«بطانية» صوف؟!
سيدى القارئ هل أنت معى أن غريب عليه عند الاختيار أن يراعى أن أهم شىء يجب أن يحمى منه المنتخب هو تأخر ثقة الجماهير التى ستحضر اللقاء لتشجيع منتخبها، وحال سكوت التشجيع يشعر النجوم أن الجماهير باعت المنتخب، وتبقى لها دقائق لتهتف «عايزين جون»!
سيدى القارئ.. هل أنت معى، ومن حقك أن تختلف أن منتخبنا ينادى ويحتاج عماد متعب بكل خبرته، وهل أنت معى أن جينات العمدة وقليلا من التركيز من الآن، حتى مباراة السنغال تدفع بمهاجم جبار أمام الدفاع السنغالى، على الأقل يخطف بصرهم، ويقوم بدور «المخيف».. و«المتعب»؟!
سيدى القارئ.. هناك مباريات تحتاج خبرة وجينات خاصة، لن يجدها غريب إلا فى مهاجم من نوعية عماد متعب.
سيدى القارئ.. أخونا شوقى غريب.. هناك مباريات بالفعل تحتاج ما قلناه.. وكنت وسأظل مصراً، على أن مباراة السنغال الأولى كانت مباراة الحضرى، حتى لو اعتزل بعدها، فلم يكن ممكنا أن يتصرف مهاجما السنغال بنفس الطريقة لو كانا بين قائمى وعارضة مرمى مصر حارس بخبرة عصام الحضرى.. وهذا رأى؟!
إذا تركنا المنتخب، فلن نذهب بعيدا، وإذا سأل أحدكم لماذا فالمسألة بسيطة.. هناك ملف التحكيم المصرى.. الذى كنا قد حلمنا مع عصام عبدالفتاح ولجنته بأن نجد قوائم عديدة لحكام جدد.
الحكام الجدد ليسوا عدداً.. فمعروف أن العدد ليس فى الحكام طبعاً.
لكن كان يجب أن نجد الجدد.. جدد فى كل شىء، سواء المستوى الفنى، أو الشخصية، أو اللغة، أو الشكل العام، الذى وصفناه ذات مرة بأنه «كشف الهيئة»!
الحقيقة أن الحلم الذى كنا ننتظره.. بدأ فى التبخر، وتشعر أن «ريمة» الحكام تعود لعادتها القديمة، حتى لو «نص - نص»!
فلا يمكن أن نرى حكماً رابعاً عندما يتحدث مع مدير فنى أجنبى يقول: للمدرب العام المصرى: قل له يهدا شوية؟!
وكأن الإنجليزية، أو غيرها من اللغات عيب أن تستخدم.. وإذا حدث، فستكون لغة الإشارة هى الحل، بمعنى أن تشعر وكأنك فى مباراة لأهالينا وشركاء الوطن من الصم والبكم، بالرغم من أن هؤلاء فى القلب، بل هم الأكثر اجتهادا، لهذا اخترعوا «لغة الإشارة» لأنها شطارة ومهارة؟!
لكن أن نرى أيضاً مساعداً دولياً يرفع رايته محتسباً تسللاً قبل أن تصل الكرة للمتسلل، رغم تعليمات الفيفا - القديمة - بـ«اللمس» قبل الراية!
هناك أيضاً مساعدون يخافون من «الخط الواحد» المتعارف عليه عالمياً وأنه لصالح المهاجم.. فاخترعوا لنا نظرية «عقلة الصباع».. يعنى يقولوا لحضرتك: فيه «عقلة صباع» للمهاجم سبقت المدافع المسكين الكسلان!.
هناك أيضاً عدم احتساب ضربات جزاء عبر المساعدين.. بينما فى كل العالم يحدث هذا!
الحاجات كتير.. كتير.. هناك أصحاب صافرة يحتسبون عقوبتين مختلفتين على لعبة واحدة.. وياللهول.. على رأى يوسف بك وهبى رحمه الله فى نفس المباراة؟!
كابتن عصام عبدالفتاح.. أسألك هل ضميرك مرتاح؟!
كابتن عصام لماذا الإصرار على نوعية من التحكيم.. يقال عنها الآن «الطريقة المصرية»؟!
كابتن عصام بكل أسف «الطريقة المصرية» ليست اختراعاً، لكن دائماً وياللحرج تأتى فى إطار أن يقال بين تجمعات الحكام حولنا عربياً وأفريقيا على الأقل: «لا تكونوا كالحكام المصريين»؟!
كابتن عصام هل يرضيك هذا؟! لا أظن، لكن الناتج المحلى للجنة يقول هذا؟!
كابتن عصام أنت ذاهب لقيادة التحكيم فى خليجى 13 نوفمبر المقبل بالسعودية فهل ستعطى حكام البطولة أنت واللجنة نفس التعليمات المصرية؟!
علشان السادة القراء يعرفوا.. إيه هى التعليمات المصرية هانقولهم: يعنى تقول للحكم وهو رايح الماتش: مش عايزين مشاكل.. يفهمها زى ما يفهمها بقى؟!
أو نقول للحكام المساعدين: أوعوا تفرقوا.. الصفارة.. لو شفت حد بيموت حد فى خط الـ«18».. ولا لك دعوة؟!
كابتن عصام هذه مجرد عينة.. مما نريد أن نتخلص منه.. فهل يمكنك العودة للعهد الذى قطعته.. هل يمكن أن نجرى امتحاناً لأى لغة غير العربية مفاجئ للحكام؟!
كابتن عصام عموماً، عندما تعود من خليجى إن شاء الله سنناقش معك نفس الألعاب ونفس القرارات.. التى ستدرب الحكام هناك عليها.. بتقول إيه.. موافق.. مش سامع.. إيه.. ربنا يسهل.. المهم تيجى بالسلامة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة