كارثة جديدة.. موظف بشركة الأدوية صدمه أتوبيس نقل عام بمدينة نصر.. وسائقه ترك الأتوبيس وهرب خوفًا.. وخطيبته دارت به على 9 مستشفيات خلال 12 ساعة وجميعها رفضت استقباله.. وبعد مرور 7 أيام فارق الحياة

الثلاثاء، 04 نوفمبر 2014 05:34 م
كارثة جديدة.. موظف بشركة الأدوية صدمه أتوبيس نقل عام بمدينة نصر.. وسائقه ترك الأتوبيس وهرب خوفًا.. وخطيبته دارت به على 9 مستشفيات خلال 12 ساعة وجميعها رفضت استقباله.. وبعد مرور 7 أيام فارق الحياة الشاب أمير بعد الحادث بساعات
كتب أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دقائق معدودة كادت تفصل فى حياة الشاب "أمير" ابن الـ26 ربيعًا، والذى لقى مصرعه على يد الإهمال الحكومى بعدما صدمه أتوبيس نقل عام خرج من طريق السيارات ليشارك المشاة على رصيفهم ويقتل أحدهم، ثم الإهمال الطبى، والذى أدى لتأخر الإسعافات الخاصة بحالته بعد رفض 9 مستشفيات كبرى بمدينة نصر ومصر الجديدة والنزهة استقباله، وكلاهما أزهقا روحًا كانت تخطط خلال أيام لحفل الخطوبة وبعدها بأشهر قليلة لدخول عش الزوجية، لكنها انتقلت إلى بارئها وخالقها، نتيجة الفشل والإهمال الطبى، وغيرها من العوامل التى تدمر حياة المواطنين.

بداية الواقعة تسردها "سارة محمود الحفناوى" خطيبة المجنى عليه "أمير محمد عصام" 26 سنة، موظف بشركة أدوية بالحى الثامن بمدينة نصر، وتؤكد أنه لقى مصرعه بسبب حادث مؤلم الجانى فيه الإهمال من قبل سائق أتوبيس للنقل العام، والذى كان يسير بشارع مصطفى النحاس بمدينة نصر بسرعة جنونية، فى تمام العاشرة والنصف صباحًا، خارجا عن نطاق الطريق الخاص بالسيارات، ما أدى لصعوده على طريق عبور المشاة وصدم خطيبها أمير، ومن شدة الصدمة ألقى بجسده للاتجاه الآخر من الرضيف.

وأضافت "سارة" أن السائق فور رؤيته لما تسبب فيه، ترجل من الأتوبيس وفر هاربًا من المنطقة تمامًا، وترك ضحيته ينازع الموت ملقى على الأرض وجسده ملطخ بالدماء من شدة الاصطدام، ولم يفكر حتى فى إنقاذه لتخفيف ما قام به من مصيبة صوب الشاب.

وأوضحت أنها وصلت لمكان الحادث بحوالى نصف ساعة بعد علمها بوقوع مكروه لخطيبها، ووجدت جميع المواطنين يبتعدون عنه حتى لا يتعرضون للمساءلة القانونية، ولكنها لم تكن الكارثة حسبما أكدت، حيث إن المصيبة الأكبر كانت فى رفض عدد كبير من المستشفيات استقبال الشاب المصاب فى الحادث، بحجة عدم وجود الإمكانيات اللازمة لإسعافه، أو عدم وجود غرفة رعاية لحالته.

وقالت خطيبة المجنى عليه "أمير" وعينيها تغرورقان بالدموع على ما حدث لخطيبها، وأيضًا حزنها الشديد على عدم قدرتها على إنقاذه ووفاته بين أيديها، "معرفتش أعمل إيه ساعتها اتصلت بكل مستشفيات مدينة نصر ولم يجبنى أحد وجميعهم رفضوا استقبال حالة خطيبى، وأيضًا مستشفيات بالنزهة ومصر الجديدة كلهم خافوا من المساءلة، وأطلقوا حججًا وهمية للهروب من الإسعاف وعلاج روح لوجه الله، وعندما وصلنا لمستشفى بمصر الجديدة، استقبله أحد أطباء الطوارئ وبعد إجراء عمليات إسعافه، طلب منا نقله لمستشفى أخرى لكونه يحتاج لجراحة فى المخ، وأكد لنا أن المستشفى غير جاهز لاستقبال تلك الحالات ولا توجد بها وحدة أشعة مقطعية".

واستكلمت الفتاة قصة خطيبها، الذى لقى مصرعه نتيجة الإهمال والخوف من المساءلة القانونية بصوت تتخله حالة من الانهيار العصبى: "منهم لله يعنى الحادثة من 10.30 الصبح وألف على 9 مستشفيات كبيرة عشان ألحق حياة خطيبى وفى الآخر يضيع منى عشان التعامل بتاع دولتنا اللى مش بتقدر روح المواطن بتاعها، داحنا والله معانا فلوس ونقدر ندفع اللى يطلبوه بس كانوا ينقذوا روح أمير، منهم لله أومال لو إحنا فقراء بقى ومش معانا حاجة كان هيحصل فينا إيه".

واستطردت أنه عقب فشل مسعاهم فى الوصول إلى مستشفى بالمجهودات الطبيعية، قررت البحث عن أحد معارفها الذين يعملون بالمجال ولهم معارف أو واسطة بأية مستشفى، فاستقر الأمر على مستشفى فى روكسي، وبعد إلحاح على مسئوليها وصلت إليها سيارة الإسعاف بعد 3 ساعات من الاتصال، وكانت غير مجهزة رغم علمهم بخطورة الحالة، ودخل المريض المستشفى فى مساء اليوم ووضع داخل غرفة العناية المركزة، ولم يمر عليه دكتور للاطمئنان على حالته إلا بعد مرور 18 ساعة على دخوله للمستشفي، وتم عمل أشعة مقطعية له بعد مرور حوالى 48 ساعة، وتبين أنه يعانى من نزيف داخلى على المخ، وكسر فى قاع الجمجمة أدى لدخول هواء على المخ، وارتجاج بالمخ نتيجة الاصطدام، وكذلك مياه وكتل دماء على الرئة وحموضة بالدم، وقطع بالأذن اليمنى وتهتك الأذن اليسرى، ولم يتخذ له إجراء بعمل تحاليل إلا بعد مرور 3 أيام على تواجده بغرفة العناية المركزة.

وأوضحت أنهم عرضوا على الأطباء بالمستشفى نقله فورًا للسفر خارج مصر، وإجراء عملية له لإنقاذه فى ألمانيا أو كندا أو تركيا أو أية دولة، بعدما تأكدنا من أن حالته تزداد سوءًا، فرفض الأطباء بالمستشفى، مؤكدين أن ذلك قد يتسبب فى وفاته وعملية النقل غير مضمونة، وأنهم لابد أن ينتظروا قدوم أحد كبار الأطباء فى ذلك التخصص للكشف عليه.

وأضافت أنه بعد مرور 7 أيام على نقل خطيبها لتلك المستشفى بروكسى، وافته المنية وانتقل إلى ربه بعد معاناة مع الآلام داخل غرفة العنايات المركزة.

وانتقلت فى سرد قصتها للجزء الأصعب، وهو مرتكب الحادث سائق الأتوبيس الخاص بالنقل العام، وأكدت أنهم فور وصولهم لمكان الحادث وترك السائق للأتوبيس وهروبه منه، أخذوا المفاتيح الخاصة به، واعتقدوا أنه من السهل عليهم إيجاد السائق ومعرفته لتسليمه للعدالة، وحررت ضد شركة النقل العام المحضر رقم 39989 لسنة 2014 جنح مدينة نصر أول بالواقعة.

وأوضحت أنها توجهت بصحبة المحامى لمسئولى شركة النقل العام، للاستفسار منهم عن اسم السائق الذى صدم خطيبها، فأكدوا لها أن السائق المقرر عليه العمل بتلك الوردية لم يخرج بالأتوبيس من الأساس فى ذلك اليوم، وبعد تهديد الأسرة للمسئولين بإبلاغ الشرطة وتقديم بلاغ ضدهم، أكد لهم أحد المسئولين أنهم لو وصلوا حتى للسائق، سيتم تغريمه 51 جنيها فقط لكونه قتل خاطئ أثناء أداء عمل حكومى، وهو ما يؤدى لضياع حق المجنى عليه القتيل جراء الحادث الناتج عن الإهمال ومخالفة السائق لقواعد السير بالطريق أثناء الازدحام المرورى والصعود للمكان المخصص للمشاة.

وقالت خطيبة المجنى عليه أمير، إن كل ما تطالب به هو حق ودم خطيبها، الذى يضيع أمام عينها هدرًا جراء الإهمال الحكومى، وإهمال المستشفيات التى فشلت فى إنقاذه، وطالبت المسئولين بضرورة مساعدتها فى الوصول لذلك السائق الذى قتل خطيبها، والقصاص له والتحقيق مع المستشفيات، التى أودت بحياته رغم أنه كان من الممكن إنقاذه، وقالت: "حق أمير مش هيروح هدر، وهجيبله حقه لو كان آخر نفس ليا فى الحياة".


	الشاب أمير بعد الحادث بساعات
الشاب أمير بعد الحادث بساعات

	الشاب أمير قبل الحادث بأيام
الشاب أمير قبل الحادث بأيام

صورة آخري للشاب أمير قتل الإهمال الطبي
صورة آخري للشاب أمير قتل الإهمال الطبي

	موظف الأدوية أمير بعد الحادث
موظف الأدوية أمير بعد الحادث








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة