منذ عامين تقريبًا بدأ الدكتور عصام اللباد فى كتابة حكايات عذبة على صفحته على فيس بوك، كتابة سهلة متخلصة تمامًا من حذلقة كتاب الحكايات المحترفين، اللغة العامية التى استخدمها خالية من الشحوم، أنت أمام شخص يريد أن يحكى عن أشخاص عاديين فى طفولته وصباه، عن علاقته بأصدقاء طفولته وجيرانه ومصائر أناس يعيشون بيننا وفينا، عن قطر كوبرى الليمون ومحطة سرايا القبة والكرة الشراب ودورى المحطات، عن تطور علاقته بوالده قارئ الأهرام المحترف، اللباد عالم فى الطب النفسى ويعيش فى أمريكا، أراد من خلال هذا الحكى استعادة مصر التى بداخله، يريد أن يتواصل مع أصدقائه ويشعرهم بحاجته إلى كل الذين عبروا فى حياته، هو لم يستهدف المستشرقين والذين يبحثون عن الغريب والشاذ فى مصر. هذا النوع من الكتابة منعش، لأنه يعتمد على الفطرة النقية والإيقاع الدافئ، نشر الأهرام بعض النصوص، وتركت أثرا جميلا، إلحاح أصدقائه هو الذى أخرج كتاب «حاجات صغيرة قوى» قبل أيام فى دار ميريت، الذى هو عنوان هذا المقطع:
ـ «سمعته بيقول وهو بيضحك جامد، وعينيه ما فيهاش ضحك خالص» رغم إنى أنام لوحدى، وأصحى لوحدى، وأشرب قهوتى الصبح لوحدى، وآكل لوحدى، وأقرا كتابى وأناقشه مع روحى، وأروح البار لوحدى، وأطلع السلم لوحدى، وأنزل السلم لوحدى، إلا إن الوحدة بتشد على قوى وأنا بستحمى.. لما تنزل الميه على جسمى مرات كتير باعيط».
ـ «ما عرفتش أقول له حاجة خالص، وما عرفتش أحضنه، لأنى كنت حمار صغير، زى معظم البنى آدمين لما يكبروا».