محمد فودة

محمد فودة يكتب.. خالد عبدالعزيز يسدد «هدفا نظيفا» بتطوير منظومة الرياضة

الأربعاء، 05 نوفمبر 2014 08:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حينما يتحدث المهندس خالد عبدالعزيز، تشعر وكأنك تعرفه منذ سنوات، وما إن تستمع إليه وهو يشرح ويفند قضايا الشباب والرياضة ملقياً الضوء على تفاصيلها الدقيقة، بأسلوبه البسيط وبكلمات سهلة الفهم تدخل القلوب بدون استئذان، تتأكد وبما لا يدع مجالاً للشك أنك تتعامل مع أحد وزراء ما تسمى بـ «المدينة الفاضلة»، حيث يتحدث بمثالية شديدة، فهو فى حقيقة الأمر شخص غارق لـ «شوشته» فى عشق الوطن، وهذه صفة ربما استقاها من خلال قناعاته وتكوينه الثقافى، وربما من خلال درايته التامة بكل ما يجرى فى المواقع الرياضية والشبابية فى جميع أنحاء مصر، فهو دائم الحركة هنا وهناك من أجل البحث عن مواضع الضعف والقوة فى منظومة العمل الشبابى والرياضى، أملاً فى إيجاد حلول واقعية لمشكلات عانينا منها طويلاً، لدرجة أنها ومع مرور الوقت تحولت إلى ما يمكن أن نطلق عليها مشكلات مزمنة.

أعترف أننى لم أكن أتوقع أن تكون المشكلات التى يعانى منها قطاع الشباب والرياضة فى مصر على هذا النحو من «البشاعة»، واعترف أننى كنت أتصور المسألة متعلقة بمشكلات الأندية الرياضية، وما يرتبط بها من تداعيات عنف الملاعب ومشاكل جماهير المباريات، وغيرها من الأشياء التى تناولتها وسائل الإعلام باستفاضة، وظللت على هذا الاعتقاد إلى أن التقيت المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، ودار بيننا حديث مطول حول أفكاره ورؤاه التى يسعى من خلالها نحو تحقيق طفرة فى هذا المجال، فشعرت بأنه يخوض حرباً بمعنى الكلمة من أجل استعادة سيطرة الدولة على المواقع الشبابية، وأعنى بها مراكز الشباب التى تعرضت لأكبر عملية سطو من جانب جماعات العنف، وتأكدت أن ما يجرى الآن من حركة دؤوبة تستهدف تطوير وتحديث المواقع الرياضية وتهيئة المناخ الملائم للشباب من أجل القيام بدورهم الطبيعى فى خدمة المجتمع، ما كان يمكن أن يحدث لو لم يكن هناك إصرار وعزم أكيد من القيادة السياسية على استثمار طاقات الشباب، وتوجيهها لتصبح طاقات إيجابية تسهم بشكل كبير فيما يجرى الآن من مشروعات قومية من شأنها تغيير وجه الحياة بالكامل على أرض مصر.

وهناك مسألة فى غاية الأهمية، يرتكز عليها المهندس خالد عبدالعزيز فى التوجه الذى ينتهجه فى وزارة الشباب والرياضة، وهى أن دور الوزارة وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالشأن الرياضى، ليس قاصراً على التدخل فى شؤون الأندية، فهذا من وجهة نظره يعد تدخلاً غير مقبول فى طبيعة عمل تلك الأندية الرياضية، لذا نجده يسعى بكل ما يمتلك من فكر ووعى أن يصحح هذه الصورة المغلوطة، والتى يراها وليدة المفاهيم الخاطئة التى ساهم الإعلام وبشكل كبير فى تكوينها والتعامل معها باعتبارها من الثوابت فى هذا المجال.

والمهندس خالد عبدالعزيز من الوزراء القلائل الذين تتسق قراراتهم وفكرهم مع تلك الرؤى والاستراتيجيات، التى تضعها القيادة السياسية محل تقدير خاص.. فها هو يترجم ويجسد توجهات الدولة نحو جيل الشباب فى الانتخابات المقبلة، فنجده يضع هذا الأمر فى أولوية تحركات الوزارة خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك من أجل تسديد هدف نظيف فى مرمى جماعات العنف والتطرف والإرهاب، فهو على يقين من أن الشباب حينما يتم تربيتهم على ممارسة العمل السياسى الصحيح، والبعيد عن المغالطات، سيكون لهم الدور الأهم والأبرز فى التقليل من تلك المخاوف التى يثيرها بعض المراقبين من احتمال عودة جماعة «الإخوان المسلمين» إلى السلطة والهيمنة على الحياة السياسية من خلال بوابة الانتخابات التشريعية لمجلس النواب الجديد.

إنه يعبر بوضوح عن رؤية القيادة السياسية فى هذا الصدد، استناداً إلى حقيقة مهمة، وهى أنه ليس من السهل على المصريين الذين ثاروا بشكل غير مسبوق على حكم الإخوان، وطردوهم من الحياة السياسية شر طردة، أن يجازفوا بإعادتهم إلى واجهة القرار من بوابة انتخابات البرلمان الذى أصبح يمتلك صلاحيات واسعة بموجب الدستور، الأمر الذى سيحمله مسؤوليات جسيمة، سواء فى ممارسة مهمة الرقابة على أعمال الحكومة أو مهمة التشريع.

ولن أكون مبالغاً إن قلت أن الدكتور خالد عبدالعزيز استطاع أن يحول وزارة الشباب والرياضة إلى مايشبه خلية النحل، التى يجرى العمل بداخلها وفق نظام دقيق جداً، فالكل يعمل الآن وفق منظومة واستراتيجية واضحة المعالم، تهدف الوزارة من ورائها إلى حث الشباب على ممارسة الرياضة بعيدا عن مخاطر الشارع، وعن عمليات الاستقطاب السياسى التى كان يتعرض لها الشباب من جانب التيارات السياسية التى تنوعت وتباينت بشكل لافت للنظر خلال الفترة الأخيرة، والتى للأسف الشديد أفرزت جيلا جديدا من الشباب، مسلوب الإرادة وموجه نحو أفكار مغلوطة، لذلك فإن الوزارة تقوم الآن بتنفيذ خطة لإقامة 1100 ملعب لكرة القدم، موزعة على جميع المحافظات المصرية، وذلك بهدف جذب الشباب إلى الرياضة، وملء أوقات فراغهم بنشاطات مفيدة بعيدًا عن الشارع، مع التركيز على نشر الملاعب فى المناطق التى تشهد أعلى كثافة سكانية بحلول نهاية العام.. وتشتمل الخطة على 1000 ملعب بمقاييس الملاعب الخماسية، و100 بمقاييس ملاعب كرة القدم العالمية، وستخضع كلها للشروط الفنية والأمنية الرسمية من حيث الأمان والإضاءة والأسوار المحيطة، بالإضافة إلى تزويدها بالأرضيات الخضراء الصناعية.
أعتقد أن إقامة هذا الكم الهائل من الملاعب، سيعيد الشباب إلى الرياضة من أوسع أبوابها، كما أننى أرى أن إقامة الملاعب القانونية من شأنه أن يشجع الهواة والمحترفين على الاختلاط، مما سينتج أجيالا شابة محترفة فى ممارسة رياضة كرة القدم، كما ستتيح هذه الملاعب أيضاً استضافة المباريات المحلية والإقليمية والدولية على أرضها.

واللافت للنظر أنه يتم التركيز بالدرجة الأولى على تزويد مراكز الشباب بالملاعب الخماسية، كما تتضمن هذه الخطة الطموحة إنشاء حدائق خاصة للأطفال، ملحقة بمراكز الشباب لجذب الجيل الجديد إلى الأنشطة الاجتماعية، والتشجيع على الاختلاط، بعيدًا عن الشارع، فضلًا عن تطوير مراكز الشباب نفسها، وتطوير الملاعب الموجودة حاليًا لتجهيزها بأحدث الوسائل التكنولوجية، فهناك مراكز شباب فى القرى والنجوع لم يكن أحد يسمع عنها شيئا،ً أصبحت داخل دائرة الضوء.

أما ما يجرى فى مركز شباب الجزيرة فهو محل تقدير لتلك المنظومة التى يؤسس لها وزير الشباب والرياضة، فمركز شباب الجزيرة يشهد الآن أكبر خطة لتطويره وتحديثه ليصبح بحق صرحاً عالميا يقدم كل الأنشطة للشباب، سواء كانت رياضة أو ثقافة أو أنشطة من شأنها تفجير الطاقات الإبداعية لدى الشباب، بعد أن ظل هذا المركز مهملاً لسنوات طويلة، و«عشش» بداخله الفساد إلى أن أصبح مكاناً قبيحاً على الرغم من أنه يقع فى أجمل منطقة تطل على النيل من الجهتين فى حى راق يتسم بالروعة والجمال.. وهو ما جعل المهندس خالد عبدالعزيز يشدد على استغلال جميع المساحات المتاحة بمركز شباب الجزيرة أثناء تطويره، وإنشاء الـ 4 ملاعب القانونية بالمركز، طبقا للمواصفات العالمية بحيث لا تقل مساحة الملعب الواحد عن 100 متر طول و60 مترًا عرضًا. وذلك من أجل أن يتحول مركز شباب الجزيرة إلى واحد من أفضل مراكز الشباب فى مصر، ويصبح بحق منارة رياضية تفاخر بها مصر أمام العالم، ومن المقرر أن يتم الانتهاء من جميع أعمال التطوير فى 25 إبريل المقبل، حيث سيتم افتتاحه فى احتفالية كبرى تليق بالحدث بحضور المشير عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية.. وتأتى الأهمية الحقيقية لمركز شباب الجزيرة أنه وبعد الانتهاء من تطويره، سيتم استثماره فى الكشف عن المواهب لدى الشباب فى شتى المجالات الإبداعية، حيث لن يقتصر دوره على الجوانب الرياضية فقط، نظراً لأنه يضم مكتبة كبرى وعدة قاعات للأنشطة ومن بينها قاعات عرض سينمائى ومسرحى وفنون تشكيلية وغيرها من العناصر المطلوبة للجوانب الثقافية.

إننا وحينما نتحدث عن وزير فى حجم ومكانة المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، فإننا نكون أمام حالة خاصة جداً ونموذجًا من المسؤولين الذين تتسق أقوالهم مع أعمالهم، وهى صفات أصبحت نادرة الوجود الآن وسط هذا الكم الهائل من الكذب والزيف والتضليل وهو ما ينطبق عليه قول المولى عز وجل فى محكم آياته «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه»، فهو وكما عرفته عن قريب، لا يقول إلا ما هو فى استطاعته تحقيقه وليس مثل الكثيرين الذين نراهم يتنفسون كذباً ومراوغة صباح مساء عبر وسائل الإعلام.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة