لم تكن مفاجأة أن تعلن جماعة أنصار بيت المقدس، مبايعتها لـ«داعش»، فى الليل، وعند بزوغ النهار تتراجع فى بيان لها، وتحاول أن تتنصل من هذا القرار، وما بين الليل والنهار، كانت معركة حامية الوطيس، مشتعلة، بين التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، وحلفائه فى الخارج والداخل، وبين جماعة أنصار بيت المقدس، بسبب هذا الإعلان.
من المعلوم بالضرورة، وبعيدا عن التظير والتحليل، فإن التنظيم الدولى للإخوان وحلفائه، هم الممولون الرئيسيون لجماعة أنصار بيت المقدس، فى مقابل الترويج لكل العمليات الإرهابية، ضد الجيش والشرطة، على أنها معارضة للنظام، ومن ثم فإن بيان المبايعة، سيمثل ضربة قوية لجماعة الإخوان الساعية لإثارة الفوضى فى مصر، فى ظل الغضب الدولى من «داعش»، ووضعها على رأس الجماعات الإرهابية، وتم تشكيل تحالف دولى لمحاربة التنظيم، وأن بيان جماعة أنصار بيت المقدس لمبايعة داعش، سيقدم خدمة جليلة للنظام المصرى، حيث ستصبح رسميا حركة «داعشية» يجب التصدى لها بكل قوة، وهو ما لا ترضاه جماعة الإخوان الإرهابية، المستفيد الأول من عنف وتفجيرات أنصار بيت المقدس.
أسفرت هذه المعركة تحت ستار الليل على أرض الفيروز، عن تهديد التنظيم الدولى بقطع التمويل والدعم المالى والسياسى، لجماعة أنصار بيت المقدس، ما لم تسارع إلى نفى بيان المبايعة لداعش، لأنها ستفتح نار جهنم على الحركة، دوليا وخارجيا، وستلحق لهيبها بكل الحركات والجماعات الداعمة لأنصار بيت المقدس، كان الجميع فى غنى عنها فى حالة عدم التسرع واتخاذ قرار المبايعة. اقتنع أنصار بيت المقدس بهذه الرؤية، وقرروا مع بزوغ شمس النهار، الإسراع بنفى بيان المبايعة، خاصة أن بيان المبايعة حقق المرجو منه، وأمسكوا العصا من المنتصف، فمن يريد أن يرى فى جماعة أنصار بيت المقدس «حركة داعشية، فلا غضاضة، ومن يريد أنها يبعدها عن ارتداء جلباب التنظيم، واتقاء شر الغضب الدولى عليها، فلا ضرر من ذلك، وبذلك يكونون قد حققوا الجمع بين الحُسنيين، حُسن النهل من معين عسل داعش، وحُسن النهل من معين عسل تمويل التنظيم الدولى للإخوان.
تأتى هذه التطورات المتواترة والمتسارعة والخطيرة، فى ظل ترهل أمنى داخلى كبير، فالشرطة المصرية، تغرد خارج سرب مواكبة التطور المذهل فى عالم الجريمة، وحرب المعلومات، والتكنولوجيا الحديثة، وما زالوا يتعاملون بطريقة «أبوقديمو»، كمائن ثابتة، وأكشاك تسكنه القطط والكلاب الضالة، وسيارات عتيقة، وأسلحة من مخلفات الحرب العالمية الثانية، وأجهزة كمبيوتر ماركة «صخر»، أول كمبيوتر دخل مصر. حتى الكلاب البوليسية، المعنية باكتشاف القنابل والمواد المتفجرة، وباعتراف القيادات المسؤولة بالإدارة العامة للمفرقعات، والتى فجرت مفاجأة مدوية، عندما أكدت أن %65 من الكلاب البوليسية المدربة خصيصاً للكشف عن المفرقعات والعبوات الناسفة تراجعت قدراتها ومهارتها، إلى أقل من النصف، ولا تستطيع تأدية دورها بكفاءة.
ولم يقتصر الأمر عند ذلك، بل أكدت القيادات الأمنية، أن عددا كبيرا من الكلاب البوليسية فقدت حاسة الشم لديها، وعدم القدرة على «الهوهوة»، وهو إنذار خطير يهدد الأمن القومى للبلاد خلال المرحلة المقبلة.