أربعة أسباب تدعو الليبيين للتفاؤل

الخميس، 06 نوفمبر 2014 10:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أسبوعين من المفترض أن تستضيف الجزائر حواراً لكل الفصائل الليبية، هدفه التوافق على آليات يستطيع من خلالها الليبيون استعادة بلدهم التى مزقتها الميليشيات المسلحة، وهذا الحوار مدعو له كل الليبيين بما فيهم الإسلاميين والثوار وكل القبائل الليبية بما فيها القبائل المحسوبة على نظام العقيد الراحل معمر القذافى، ووفقاً لما علمته فإن أحمد قذاف الدم المنسق السابق للعلاقات المصرية الليبية سيشارك فى الحوار بعد تلقيه دعوة، فضلاً عن مشاركة ممثلين للميليشيات المسلحة، وربما نرى مشاركة لممثلين عن تنظيم أنصار الشريعة المصنف بأنه أرهابى.

هذا الحوار ربما يكون الباعث للتفاؤل الذى ظهر على تصريحات المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا برنادينو حينما قال إنه يسعى إلى اتفاق سياسى يؤدى إلى حل للأزمة الليبية، وليس مجرد إقامة حوار بين الفرقاء، متوقعاً أن يتم التوصل لهذا الاتفاق خلال أسابيع، لكن التفاؤل وحده ليس كفيلا للوصول إلى النتائج المرجوة، خاصة فى ظل العقبات التى بدأت بعض القوى السياسية الليبية أن تضعها ومنها إخوان ليبيا ممن بدأوا يروجون لفكرة رفضهم تواجد العناصر المحسوبة على القذافى، رغم أنهم كانوا أول من سعوا للقائهم وقت أن كانت السلطة بأيديهم العام الماضى حينما أوفدوا على الصلابى للقاء قذاف الدم بالقاهرة فى مايو 2012، لكنهم الآن وحينما زالت من أيديهم السلطة يحاولون الهروب.

العقبات التى يحاول الإخوان وضعها أمام طاولة الحوار يراها كثير من الليبيين ليست جديرة بالاهتمام، فكثير من هؤلاء الليبيين متفائلين بالمستقبل وبنتيجة الحوار حال عقده، ويستندون فى تفاؤلهم لعدة أسباب:
الأول أنه رغم فوضى الميليشيات وانضواء عدد منها تحت جناح تنظيمى القاعدة وداعش، والتى من الصعب أن تسهل مهمة الحل السياسى، لكن ما يحدث من تغيرات على الأرض حالياً يدعو للتفاؤل وتحديداً الخسائر التى منيت بها التنظيمات المتشددة خاصة فى بنغازى على يد الجيش الليبى، وتزايد مخاوف بعض الجبهات السياسية من انهيارها تحت ضربات الجيش الليبى المتحالف مع قوات اللواء خليفة حفتر، مما يدفع هذه التنظيمات المسلحة للدخول فى الحوار لإيجاد حل سياسى.

السبب الثانى أن هناك تغيراً على الأرض فيما يتعلق بدول الجوار التى نشطت فى إطار المبادرة المصرية التى تشكلت بناء عليها آليتين، الأولى عسكرية تتولاها الجزائر، والأخرى سياسية تتولاها القاهرة، وهذه المبادرة أدخلت كل دول الجوار فى الحل ومن بينها السودان التى كانت متهمة بدعم الميليشيات الإسلامية فى ليبيا بالسلاح القطرى، وأن هناك ما يقرب من 1500 ضابط سودانى يتولون تدريب عناصر هذه الميليشيات فى مدينة مصراته، لكن الأمر تغير الآن ظاهرياً، فالخرطوم استقبلت الأسبوع الماضى عبدالله الثنى رئيس الحكومة الليبية، كما أن الحدود بين البلدين فى سبيلها للانضباط وفقاً للتصريحات التى سمعناها من الخرطوم، حتى وإن أبدى بعض الليبيين تشككهم فى النوايا السودانية، لكن لا نملك فى الوقت الراهن سوى تصديق ذلك، خاصة أن الخطر أصبح يهدد كل دول الإقليم، كما أن نظام الإنقاذ فى الخرطوم يواجه أزمة حوار داخلى قد تشغله بعض الشىء عن دعم تيارات أخرى فى ليبيا.

اتصالا بذلك فإن التعاون المصرى الجزائرى فى الملف الليبيى أعطى روحاً جديدة، خاصة أن الدولتين أكثر المتضررين مما يحدث فى جارتهما، وربما ساعد هذا التعاون من خلال آليات ضبط الحدود فى تقليل عمليات تهريب السلاح وأيضا الإرهابيين.

السبب الثالث أن الجيش الليبيى فى طريقه الآن للعودة من جديد، خاصة بعد إعلان مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة إبراهيم الدباشى بأن الجزائر وافقت على تدريب العسكريين الليبين، كما أن مصر بدأت بالفعل المهمة التدريبية للجيش الليبيى، فعودة الجيش الليبى بعد تأهيله وتدريبه على أحدث الأساليب القتالية سيحمى ليبيا مما تشهده حالياً من حرب عصابات، تستخدم فيها هذه الميليشيات أسلحة تحمل إشارات لجيوش لدول أخرى، كما قال الدباشى.

السبب الرابع أن الميليشيات الإسلامية المسلحة فى ليبيا تواجه رفضاً شاملاً فى ليبيا، لدرجة أن إخوان ليبيا أصبحوا شبه منبوذين مما سيدفعهم حتماً إلى تغيير استراتيجيتهم، أخذاً فى الاعتبار أن أعضاء جماعة الإخوان هناك لا يزيد عددهم الفعلى عن 20 ألف وفقاً لتقديرات ليبية وغربية، حتى المساعدات التى كانوا يتلقونها من قطر وتركيا بدأت تتراجع بعد أحكام السيطرة على الحدود، وافتضاح أمر غالبية المساعدات العسكرية التى كانت تصل عبر البحر المتوسط أو عبر الطيران، وسيكون تفكير هذه الميليشيات فى التوصل لهدنة مشمولة بحوار ربما يعيدها مرة أخرى إلى الساحة السياسية لكن بشكل جديد.

هذه هى الأسباب الأربعة التى تدعو كثيرا من الليبيين للتفاؤل بشأن حوار الجزائر، لكن بالطبع ستظهر عقبات، والتحدى الأساسى هو كيف يتجنبها الليبيون، ليصلوا إلى آلية تنهى حالة الفوضى وتبدأ معها المهمة الأهم وهى إعادة بناء الدولة، لذلك على كل الليبيين وتحديداً الإسلاميين وعلى رأسهم الإخوان أن يعلموا بأن هذه هى الفرصة الأخيرة لهم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة