أكرم القصاص

سعيكم مشكور.. وإهمال وخراب ديار

الخميس، 06 نوفمبر 2014 06:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحن نشكر الحكومة والوزراء والمسؤولين لأنهم تحركوا بعد وقوع كارثة البحيرة واحتراق 16 تلميذا، ونقول لهم: إن موظفا واحدا أو رجل مرور أو رادار، يمكن أن يحمى التلاميذ من هذا المصير، ويحمى تلاميذ كثيرين وطلاب ومواطنين عاديين يدفعون يوميا ثمن إهمال أصبح بلا بداية ولا نهاية.
طبيعى أن نتوقف لنشعر بالحزن على أبنائنا الذين راحوا ضحية الإهمال واحترقوا فى البحيرة، وقبلهم الطلاب الذين ماتوا فى سوهاج، ولا مجال للمزايدة، لكن الطبيعى أن يشعر المواطنون بالقهر لأن الحوادث تتكرر، وتتكرر معها ردود الفعل بلا زيادة أو نقصان، رئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب ألغى اجتماعاته وراح يتابع الكارثة، كل المسؤولين معترفون بالخطأ، الجهات المختصة تعلن عن تعويضات للضحايا، قتلى ومصابين، المفتى يعلنهم شهداء، ثم ماذا بعد؟

لو كان كل مسؤول «محلى» يقوم بدوره وكانت هناك رقابة واضحة وعقوبات رادعة لما تكرر هذا، وبالتالى كل هذه الإجراءات والمساعى المشكورة للحكومة تأتى بعد موعدها، وبعد أن « وقعت الفاس فى الرأس»، والأخطر والأكثر إثارة للغضب والزهق، هو التأكد من أن هذه الحوادث سوف تتكرر، لأن أسبابها معروفة وموجودة.

الفيروس متوافر فى كل خطوة، ومسؤولية الجميع، هناك إهمال واستهبال وتساهل، يجعل النجاة فى مصر هو الاستثناء، والقاعدة هى الموت، وهو أمر نكتبه ونقوله منذ عقدين على الأقل. رئيس هيئة الطرق قال: إن أغلب الكبارى فى مصر مهددة بالسقوط وربنا اللى بيستر. المواطن المغلوب على أمره ليس فى يده شىء غير مصمصة الشفاة، لأن الفوضى تجرى علنا فى ظل غياب المرور والرقابة، خاصة فى الأماكن المهمة، وليس الأماكن المشهورة.

ومن يشاهد حال الطرق والمرور يعرف الفوضى، الكل يتفرج، سائقون يسيرون بلا قانون، النقل فى اليسار ولا يلتزم باليمين، ولا توجد لجنة ولا رادار ولا أحد يحاسبه، فيصبح المخالف القاعدة. الملاكى والميكروباص أغلبها لا يلتزم بالسرعات المحددة، والتوك توك أصبح يفرض وجوده فى الطرق السريعة، والطرق الفرعية بلا رقابة، وتحت رحمة الفوضى.

لا توجد دولة فى العالم تواجه هذه الفوضى، وهذا الإهمال، غياب تام للمحليات والمرافق فى المحافظات،وفى القاهرة فى الشوارع الظاهرة بينما الشوارع الخلفية لا شىء.

كل ما نطلبه بشرا يقوم كل منهم بوظيفته، من دون زيادة ولا نقصان، فى القرية مثل المدينة مثل العاصمة.. قلناها ونقولها: «الإهمال والفشل أخطر من الإرهاب»، وطالما يتدخل رئيس الوزراء فى كل مشكلة يعنى أن المحافظ ورئيس المدينة والقرية والمرور لا يعملون، ويظل سعى الحكومة ضائعا، طالما الإهمال مستمر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة