دندراوى الهوارى

عبدالمنعم أبوالفتوح وحزبه أخطر على مصر من الإخوان وداعش

الخميس، 06 نوفمبر 2014 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى 19 ديسمبر 2009 انتهت انتخابات الجولة الأولى لاختيار مكتب إرشاد جديد لجماعة الإخوان الذى يعد الجهة التنفيذية والإدارية للجماعة، ويبلغ عدد مقاعده 16 مقعدا، وكان من بين المرشحين حينذاك الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، وظهرت النتيجة المفاجأة، حيث أخفق الرجل فى الفوز بمقعد العضوية، التى تمكنه من الترشح لمنصب المرشد العام للجماعة، خلفا لمهدى عاكف.

شعر عبدالمنعم أبوالفتوح بمرارة فى حلقه، مشككا أن هناك مؤامرة تم تدبيرها لإسقاطه، وضياع حلم أن يصبح مرشدا، فاتخذا القرار الأصعب بالابتعاد (الجسدى) عن الجماعة، مع ترك (الروح) تسكن وتعشش فى كل ركن من أركان مبنى مكتب الإرشاد بالمنيل، ثم المقطم.

هذه الحقائق تؤكد أن عبدالمنعم أبوالفتوح لم يخرج عن طاعة الجماعة الإرهابية، من باب المراجعات الفكرية مثلما حدث مع الدكتور ثروت الخرباوى، وإنما ابتعد (جسديا)، بعد صراع ساخن على اقتسام كعكة السلطة داخل مكتب الإرشاد، وهى النقطة اللافتة، وللأسف غائبة عن أذهان التيار المدنى، وملتحفيهم من الحركات التى تدعى الثورية.

وبعد اندلاع ثورة 25 يناير 2011، أسرع الرجل إلى تغيير تكتيكه، وظهر بين التيار المدنى والحركات الشبابية، مرتديا عباءة المدنية والليبرالية، وأسس حزبه (مصر القوية)، وصدقه الكثيرون، وإمعانا فى إقناع الناس ومعجبيه، ونزع أى شوكة شك فى صدورهم، بدأ فى الهجوم على جماعة الإخوان وقيادتها، واتهمهم بمحاولة السيطرة والاستحواذ على كل أركان السلطة فى مصر .

ثم كانت الخطوة الأهم، وهى ترشيح نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية 2012، فى مواجهة مرشح الإخوان محمد مرسى، ورأى فى هذه المعركة، فرصة سانحة للأخذ بالثأر وتوجيه ضربة قوية لقيادات الجماعة الذين رسموا سيناريو إسقاطه فى انتخابات مكتب الإرشاد، وكان لدى الرجل ثقة كبيرة فى الفوز بالانتخابات الرئاسية، إلا أن الشعب المصرى، أدرك حقيقة (تلون) الرجل سياسيا، ولم يثق فيه واحتل المركز الرابع فى الانتخابات.

وبعد ثورة 30 يونيو التى أزاحت حكم مرسى وإخوانه، ظهر الشيطان الإخوانى الذى يسكن قلب أبوالفتوح، وبدأ الدفاع عن الإخوان، ووصف الثورة بالانقلاب، لتتكشف حقيقة الرجل، وعقب قرار حظر الجماعة، فتح أحضان حزبه للإخوان، واتصل بعدد كبير من قيادات الجماعة من الذين كانت تربطه بهم علاقة قوية.

ومن خلال التلون، وتعدد الأقنعة التى يرتديها أبوالفتوح، تلوح خطورته الشديدة، وخطورة حزبه، أكثر من مخاطر جماعة الإخوان، وحزبها الحرية والعدالة، وداعش، وجماعة أنصار بيت المقدس، لأن هؤلاء واضحين، ومعلوم توجههم، بينما أبوالفتوح وحزبه، متعدد الألوان، والتخفى وراء أقنعة كثيرة، يصعب معها تحديد هويته، فهو إخوانى (التنظيم والروح)، وليبرالى (الجسد) ويسارى الخطابة، والثائر البرجماتى.

عبدالمنعم أبوالفتوح، الرجل المتلون سياسيا، وصاحب 44 قناعا للتخفى والظهور حسب المذهب السياسى السائد، وتحقيق المصلحة الشخصية، الآن يخطط بقوة لإعادة الإخوان عبر حزبه، إلى دائرة السلطة والأضواء خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة