فايزة أبوالنجا، وما أدراك من فايزة أبوالنجا، سيدة مصرية صلبة يشهد تاريخها ومواقفها على وطنية صامدة فى الشدائد والمحن، لا تهادن ولا تنحنى، لا تعقد الصفقات على حساب بلدها، ولا تترك للأعداء ثغرة ينفذون منها إلى غاياتهم، فدائما تتقدم بعلمها وخبرتها وإيمانها ببلدها لتكون حائط الصد لمشروعات ومؤامرات استهدفت تركيع هذا البلد الأمين، لذا يكرهها الأعداء ويضيق بها المنافسون الإقليميون، ويفرح بها أبناء البلد لأنها القيادة الصالحة المستغنية فى موقعها الصحيح.
منذ تعيينها بقرار جمهورى فى المنصب الرفيع مستشار الرئيس للأمن القومى، أدرك الأمريكيون - وهم أول من يدرك أبعاد الموقع الذى تحتله سوزان رايس حاليًا فى بلدهم - أن الإدارة المصرية عازمة على المضى لأبعد مدى فى تعزيز استقلالها وحماية مصالحها، لأنهم اختبروا مواقفها كثيرا منذ أن شغلت موقع مندوب مصر الدائم بالأمم المتحدة ودورها المدافع عن الحقوق المصرية فى المؤتمرات الوزارية لمنظمة التجارة العالمية فى كل من سياتل 1999، والدوحة 2001، ومؤتمر مراجعة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية فى نيويورك 2000، ومؤتمر الأمم المتحدة العاشر للتجارة والتنمية فى بانكوك 2000.
الاختبار الأهم لمواقف فايزة أبوالنجا، كان فى وقفتها الصلبة أمام الإدارة الأمريكية فى اللحظة التى اعتقدت فيها إدارة أوباما أن الفوضى الخلاقة قد اجتاحت مصر، وأن الطريق أصبح ممهدًا إلى الخليج، فى هذا التوقيت عقب ثورة 25 يناير، نزلت البلدوزرات الأمريكية بثقلها لتمهد أرض مصر لحروب الجيل الرابع، تجنيد أكبر عدد من النشطاء والسياسيين والمثقفين، استقدام الفتيات الفقيرات فى بعثات غسيل الأدمغة بالولايات المتحدة، تمويل البرامج السياسية والساخرة لهز القناعات الثابتة وكسر الرموز، وإرسال عشرات الجواسيس فى منظمات المجتمع المدنى لإعداد أكبر خريطة مسحية عن مصادر القوة فى مصر وزرع رجالهم لعقود طويلة.
هنا كان موقف فايزة أبوالنجا المشهود، عندما قالت لا مدوية، وأحالت ملف المنظمات العاملة من دون تصريح، التى تتلقى الأموال الأمريكية والأوروبية لتمويل حروب الجيل الرابع للنيابة، والتفاصيل بعدها أنتم تعرفونها. فايزة أبوالنجا التى انتصرت للإرادة الوطنية فى عز المحنة، عندما كان البلد فاقدًا لمناعته وملطشة لأجهزة المخابرات من الشرق والغرب، ومطمعًا للجيران عربًا وعجمًا وصهاينة، ماذا تتوقعون منها بعدما وقف البلد على قدميه وانطلق فى طريقه اقتصاديًا وسياسيًا؟ هذا بالضبط ما يخيف العلوج فى الغرب ويجعل المرأة الحديدية المصرية هدفا للهجوم الدائم.