تزاحمت الأفكار: هل أكتب عن التعذيب والخرطوش الذى أنكره وزير العدالة الانتقالية بكلمته فى جنيف؟ أم أكتب عن 17 طفلا متفحما فى سيارة المدرسة؟، أم عن مقولة أحد المسؤولين الخالدة التى قال فيها إن تصليح الطرق سيتسبب فى زيادة حوادث السيارات؟ أخيرا، قررت أن أكتب عن شىء، ربما يكون بعيدا عن السياسة، أو ربما يكون قريبا منها، لا أعلم. أحدثكم اليوم عن شبكة خطف الأطفال للتسول بهم. لا يخلو يوم من أيامنا بدون صورة لطفل يبحث عنه أهله، أو طفل وجده بعض أهل الخير، شعروا من مظهره وكلامه أنه ابن أسرة.
فى يوم من الأيام ذهبت وزوجى إلى مسجد الإمام الحسين، بعد أن انتهيت من الزيارة، وجدت زوجى مقبلا علىَّ مصفر الوجه، يخبرنى بأنه سمع مجموعة من المتسولين وهم يمسكون بطفل، أحدهم يقول للآخر: خد الواد ده اقطع له رجله. وحولهم أطفال كثر يبدو عليهم الفزع المكتوم، اقترح زوجى أن نذهب إلى نقطة الشرطة ونتقدم ببلاغ. ذهبنا إلى نقطة الشرطة، وحكى زوجى ما سمعه للضابط، استمع له الضابط متثائبا ثم قال: يعنى أنت عايز إيه؟ بهتنا ونحن ننظر للضابط بعينين مستديرتين دهشة، أشاح الضابط بوجهه ونظر إلى أحد العساكر آمرا إياه أن يذهب معنا ليتابع الأمر! العسكرى، أكرر.. عسكرى، حتى مش أمين شرطة اسم الله.
سرنا مع العسكرى، ملت على زوجى هامسة: فى حاجة مش تمام، هز رأسه وطلب منى الابتعاد عن الموقع، وأشار للعسكرى: هنا. فأجاب العسكرى: فين؟
فين إيه؟
فين العيل؟
كل دى عيال... بعدين زمانهم خدوه يقطعوا له رجله.
نظر المتسولان اللذان كانا يمسكان بالطفل إلى زوجى بارتياب، ثم انتقلا بنظرهما إلى العسكرى، ثم كتما ابتسامة سخرية. قال العسكرى: طب إيه؟ عايز تعمل محضر.. فأجاب: خلاص يا دفعة.. اتكل إنت على الله.
لا أتحدث اليوم بوصفى «ناشطة»، أو «كاتبة»، أو مهتمة بالشأن العام، لكننى أتكلم بصوت الأم: يبدو سيدى المواطن أن شبكة خطف الأطفال واستخدامهم فى التسول والسرقة أكبر وأقوى مما نتصور، ويبدو أن الشرطة، التى تبذل قصارى جهدها فى ضرب المتظاهرين، واعتقال السياسيين، وتعذيب المشتبه بهم فى الأقسام، لا تضع التصدى لخطف الأطفال فى قائمة أولوياتها. ويبدو أن إصلاحا للداخلية أو تنقية لمنظومتها ليس أيضا فى قائمة أولويات الدولة، لكن هؤلاء أطفال، أطفال، يمكن - لا قدر الله - أن يكون منهم ابنك، أو «بعيد الشر بعيد الشر» ابنتى، ويكفى ما تعيشه الأمهات الآن فى مصر من فزع، وقلق، حتى أننى أعرف بعض الأمهات اللاتى قررن أن يعلمن أطفالهن تعليما منزليا.
إن كنا سنقود حملة لإصلاح الداخلية حتى تقوم بدورها فى حماية المواطن، فهذا لا بأس به، لكنه ليس من المتوقع أن يؤتى أكله فى الفترة الحالية، نحن نريد حلا عاجلا، ولتكن حملة على مستوى الجمهورية ضد المتسولين المستخدمين للأطفال، وليهتم الإعلام المصرى، خاص وعام، بهذه القضية، بدلا من «الهرى» فى سير الناس وأعراضهم وبذل الجهد فى اتهام البشر بلا بينة أو دليل، لتوعية الناس بضرورة التصدى، كمواطن، لظاهرة التسول بالأطفال: حين ترى امرأة تتسول بطفل، قل لها: مش حاديك حاجة عشان بتشحتى بطفل أكيد خاطفاه، لو ضناك كان أهون عليك تبيعى عين من عينيك ولا تبهدليه كده؟. حين ترى طفلا يتسول، لا تعطه مالا، أعطه طعاما، احتفظ معك ببعض البسكويت، وأعطه لأى طفل متسول، حاول أن تجرى معه حوارا حول أهله وذويه، إن استطعت أن تلتقط له صورة وتنشرها على حسابك عسى الله أن يجعلك سببا فى عثور أمه عليه، فافعل. ما أطرحه ليس حلا، والحل الصحيح يأتى من الدولة، لكن الدولة مش فاضية لنا، ولما بتفضى لنا بتقبض علينا... ربنا يسعدها ويبعدها.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
لن تجدى شحات واحد فى الشارع طالما نتخذ اجراءات رادعه لمحاربة هذه الظواهر المسيئه لنا امام العالم
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
غياب هيبة الدوله وتخاذل التضامن الاجتماعى وراء ظهور هذه الظاهره - لن تجدى انصاف الحلول
لابد من الحسم
عدد الردود 0
بواسطة:
بلدى
قصه حلوه
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
مبقاش ياكل الكلام ده
عدد الردود 0
بواسطة:
bahy
بدون
كان زمانك فى سوق داعش لولا العسكر إللى سبتيهم
عدد الردود 0
بواسطة:
أنظروا من الراوى
كذبت نوارة ولو صدقت
عدد الردود 0
بواسطة:
كذبت نوارة العدوة للشرطة و المءسسة العسكرية
ياريت تصمتى و تعملى حاجة مفيدة و تشوفى الايجابيات و تحاولى تصلحى السلبيات