منذ أسبوعين تقريبا أجتمع قادة دول مجلس التعاون الخليجى فى العاصمة السعودية الرياض وقرر القادة إعادة سفراء الإمارات والسعودية والبحرين إلى قطر بعد سحبهم فى مارس الماضى، والاتفاق على فتح صفحة جديدة فى العلاقات بين دول المجلس، وناشد الملك عبدالله بن عبدالعزيز مصر «قيادة وشعبا» بالاستجابة إلى مبادرة التصالح مع الدوحة وجاء الرد المصرى على الفور بالإيجاب لعل وعسى أن تتغير مواقف قطر من مصر ودعمها واستضافتها للإخوان واستمرار قناة «الجزيرة» فى التحريض على العنف داخل مصر وبث الأكاذيب والافتراءات، وبالأمس أيضا زار ولى عهد أبوظبى الشيخ محمد بن زايد قطر بدعوة من أميرها «لتدعيم العلاقات وبحث الاستعداد للقمة الخليجية فى الدوحة ديسمبر الجارى».
أسبوعان ولم يتغير شىء بل زادت حدة الوقاحة القطرية والتجاوزات والتطاول ضد مصر ورئيسها، وتجاوزت «الجزيرة» كل الحدود ولم يتغير نهجها تجاوبا مع مبادرة العاهل السعودى، بل زادة حدة التحريض على العنف وإذاعة الأكاذيب والشتائم غير المقبولة، وهو ما يثير الدهشة، فقد جاء السلوك القطرى مخالفا لكل التوقعات بعد «مبادرة السعودية» ولم تلتزم الدوحة تعهداتها ولم تحترم مبادرة خادم الحرمين ومقام الرجل وموقفه ولم تقدر الاستجابة المصرية.
طبيعى أن نسأل، وهل هناك علاقة بين تزايد حدة الهجوم و«الوقاحة القطرية» ضد مصر بعودة سفراء دول الخليج وهل قطر حصلت على ما أرادت وفكت العزلة الخليجية حولها ولا يهمها بعد ذلك «تطبيع» العلاقات مع مصر وإظهار حسن النوايا مع مبادرة السعودية والتوقف عن البذاءات والهجوم والتحريض؟
فى هذه الحالة ما مصير المبادرة، وهل يظل الصمت والصبر المصرى مستمرا على «الحالة القطرية»؟
حتى اللحظة لم يصدر موقف واضح من مصر سوى تصريحات «بالتمهل والانتظار حتى نرى نتائج على أرض الواقع»، لكن المقدمات تؤدى إلى النتائج بحسبة علم المنطق، وما يحدث حاليا لا ينبئ بأى تغيير على المدى القريب من قطر، والبعض يرى أن الدوحة كسبت الرهان الخليجى وهى «الأذكى سياسيا» فلم تغلق «الجزيرة» ولم يتغير موقفها، ومازال قادة الإخوان يرتعون لهوا ولعبا فى ربوع الدوحة، ثم يخرج علينا «فسل» قطرى يدعى فيصل بن جاسم آل ثان ليبث وقاحة جديدة ضد مصر ورئيسها وقضائها.
إلى متى الصمت والسكوت والصبر؟... سؤال لمن يهمه كرامة هذا الوطن