لم يكن أقصى المتفائلين يرجو مشاهدة تعامل من نوع جديد بين الألتراس الأهلاوى والداخلية، مثلما حدث ليلة القبض على الفرحة الكونفدرالية باستاد القاهرة.
نعم.. لم يتوقع أحد هذا السيناريو لفيلم الموسم الذى تتمنى مشاهدته.. أن تستمع الداخلية للألتراس وهم يؤكدون أنهم لم يقتحموا البوابة البحرية للاستاد فى التاسعة صباحاً، ليبدأوا الإعداد لـ«الدخلة» وتعليق الـ«بنرات»، وهى تحتاج لوقت طويل.
المشهد الأول
الألتراس أكدوا أن هناك سهوا حدث عندما لم يبلغوا أى جهة بحاجتهم لوقت طويل للإعداد للاحتفالية.. وهنا سيدى القارئ حل الألتراس كلمة السهو مكان كلمة - «خطأ» - فى عدم الإبلاغ، ثم الحضور والمطالبة بالدخول، وعن عدم وجود إذن مسبق.. وكانت بداية لحوار استمر أكثر من ساعة بين قيادات ومسؤولى الداخلية.
المشهد الثانى
أيضا سيدى القارئ.. اهتم الضباط وأغلبهم شبان ومعهم قيادات أصبحت تبحث عن حلول غير تقليدية، اهتموا بأن يظهروا للألتراس الاهتمام بـ«الدخلة».. وتركيب «البانرات»، بعدما كان المتعارف عليه هو الاستهانة بما يقوله الألتراسيون.. وكأن ما يفعلونه ويؤمنوا به تهريج بالنسبة للداخلية.
المشهد الثالث
كان ومنهم مسؤولو الداخلية اتهام الألتراس بالاقتحام.. وكسر الجنزير والقفل والعياذ بالله!
سيدى القارئ.. أصبح الآن هناك ما يمكن أن نطلق عليه بداية يبنى عليها نحو غد أفضل، والكل.. رغم أن «عقدا» ما زالت موجودة بين الطرفين، لكنهما يجب أن يفكرا بطريقة السمو فوق بعض العُقد.
سيدى القارئ.. الذى أنت المواطن، داخلاوى كنت أو ألتراساوى.. لنا الآن أن نسعى لحسم الخلاف.. كيف؟!
المشهد الرابع
أن نضع أمام الجميع وفى السيناريو الذى نتمنى نجاحه اللقطة الأهم التى توصف فى الأعمال السينمائية بأنها «المستر سين».. وترجمتها المشهد الأكثر تأثيرا أو الذى يبنى عليه الفيلم.
تلك اللقطة التى ترجمت المشاعر الحقيقة لهذا الشعب المتسامح غالبا.. لولا كم الفساد، الذى كان يعتمد على الوقيعة بين أطياف الشعب لإحكام السيطرة، فإذا اعتبرنا أنها أيام نسأل الله ألا يعيدها، فعلينا.. أنها لقطة تشجيع وهياج رجال الشرطة عندما تغاضى حكم المباراة عن ضربة جزاء بعد عرقلة حسام غالى.
الآن سيدى القارئ نحن واقع مصراوى بكل المقاييس.. لأن الألتراس أو بما يشبه الاعتذار عن أفعال لا يمكن أن تمر بسهولة إلا إذا تأكد الشباب أنه كان بينهم مندسون أشعلوا الحرائق وتدخلوا ليصبح هناك ثأر لا حل له.
أيضا سيدى القارئ على قيادات الداخلية، أن تعى تماما أن موقف الموافقة على طلبات الألتراس من الاستاد بالخروج من الاستاد ثم العودة لإكمال تركيب.. وتوضيب.. عدة «الدخلة» والتشجيع، ليس ضعفاً، وأيضاً الاهتمام بمشاعر «ألتراسية» مثل عدم تسفيه عقائد الألتراس التشجيعية، ولا توصف بـ«الكلام الفاضى».. وأن لـ«بانرك عليك حق».. وهو ما فعلوه عند الاستاد لدرجة أن الشباب ترك «العدة» بالداخل، وخرج واستسلم لإجراءات الأمن والتفتيش باعتبار أن سلامة الليلة تهم شباب مصر الأهلاوى.
سيدى القارئ المشهد الأخير من السيناريو المأمول يشارك فيه كل مجاميع ونجوم الفيلم العالمى التى تنتظر نجاحه نجاحاً ساحقاً.
هذا المشهد يعتمد على إنهاء الخصومة الثأرية.. بسرعة، مع عدم وضع العربة أمام الحصان، بمعنى ألا تطالب الجماهير بالعود الحميد والسريع للمدرجات، حتى لا يصبح الجميع تحت منظار قناصة الإرهاب، الذين عودونا على استغلال كل شىء.. ومن قتل وحرق حتى للأطفال والمرضى والمستشفيات.
سيدى القارئ.. عليك بأن تصفق عند مشاهد النهاية، التى يجب أن تتجاوز مشاهد الدراما فى العودة والجرى نحو بعضهم البعض.. للدخول للأحضان.
صحيح أن هناك ما يشبه «غرام الأفاعى»، كأن يظن البطلان أن كليهما يسعى للخلاص من الثانى بالحب، بل النوم بعين واحدة!.
لكن علينا بأن نعيد مشاهدة «العشق» الممنوع.. الذى قام على أن الوقيعة سببها رفض طرف ثالث لأن يعيش البطلان.. وهما فى حالتنا هذه الشباب والأمن فى «تبات ونبات» فيمعن فى ضربهما، لكنهما يتمسكان باستكمال الحياة معا.
أخيرا.. أقول لحضراتكم أن ليلة القبض على الفرحة باستاد القاهرة.. جعلت الألتراس ينسون ما أعدوه ضد «داخلية حبيب العادلى».. كما قال بعضهم. لكننى أشعر أنه «نسيان» متعمد ومحمود.. وأتمنى أن يدوم.. وليحيا العشق الممنوع.. إلى حين.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
توضيح
عدد الردود 0
بواسطة:
الكاتب احمد الما لح
صفحة جديدة