منذ ظهور «داعش» والوطن العربى والإسلامى يعانى من أكبر عملية تفتيت لم تشهدها هذه الأمة إلا فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر عندما احتل الاستعمار الغربى أغلب الدول العربية والإسلامية وقام بتقطيعها بالصورة التى كانت عليها قبل ظهور تنظيم الدولة الإسلامية فى الشام والعراق «داعش»، والتقسيم ليس قاصرًا على الأرض، بل انقسمنا داخليا خاصه أن التنظيم الإرهابى يتحدث باسم الإسلام والمسلمين، وهو ما يؤثر فى ضعاف النفوس.
والحقيقة التى يعرفها الجميع أن ديننا ونبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، بريئان من هؤلاء الإرهاربين الكذابين والقتلة الذين استخدموا الإسلام فى ذبحهم للناس وما هم بمسلمين بل أشد من كفر أبى لهب وابن سلول وأبى جهل، فهؤلاء الكفار والمنافقون أقل خطرا من أعضاء تنظيم داعش أو القاعدة أو أنصار بيت المقدس أو الإخوان أو أى فصيل إسلامى يعتقد أنه الحق، وأنه لتحقيق ذلك يجب أن يطبق ذلك بالحديد والنار غير مؤمنين بأن الإيمان بالله اختيارى، فما بالنا باختيار الحاكم فى الدنيا!
فلا يمكن أن يفرض فصيل سياسى حتى لو رفع راية لا إله إلا الله نفاقا علينا حاكما حتى لو سقط مغشيا عليه من كثرة الصيام والقيام والتعبد، فحكم الشعوب لا يأتى من بوابة الإيمان، بل من بوابة العدل والمساواة، وهو ما فعله الرسول الكريم محمد بن عبدالله، عندما وصل المدينة المنورة «يثرب» حيث ساوى بين كل سكانها مسلمين ويهود، أوس وخزرج، رجل وامرأة، الجميع تساوى فى كل شىء لم يعد أحد خيرا من أحد إلا بالتقوى، والجميع متساوون فى الواجبات والحقوق.
هذا هو إسلامنا الذى تخلينا عنه، فلم نعد خير أمة أخرجت للناس بل أصبحنا أمة تعتنق أعظم الديانات، ولكنها تطبق أسوأ الأشياء فى التعامل والدعوة إلى الله، والنتيجة أصبحنا الأضعف فى كل شىء عسكريا وعلميا واقتصاديا وأخلاقيا، حتى رؤية الدفاع عن ديننا أو رسولنا الكريم انعدمت، لأننا لم نعد نملك حجة الدفاع، لأننا أول من طعن الإسلام ونبيه وشكك فى سنته ورفع راية الفتن فى كل مكان، وهو ما استخدمه أعداء الإسلام مختصرين هذا الدين العظيم فى هؤلاء القتلة والسفاحين وهو ما كان يريده أعداء الدين الإسلامى الحنيف.