منذ سنوات عديدة لم يحدث أى إصابات بمرض الحصبة إلا حالات قليلة، ولكن عندما تنتشر الحصبة بين الأطفال فى أماكن محددة من مصر هذه الأيام، فهذا معناه إهمال تطعيم الحصبة، وهذا ما أكده أطباء الأمراض المتوطنة.
يقول الدكتور أحمد أبو مدين، أستاذ الأمراض المتوطنة بطب قصر العينى، إن الحصبة مرض فيروسى، وهى نوعان: الحصبة العادية والحصبة الألمانية، والحصبة العادية تصيب الأطفال والألمانية تصيب البالغين غالبا.
وأشار إلى أن الحصبة ظلت مرضا شائعا فى مصر ومتوطنا فى السنوات الماضية، وكان يحدث على هيئة نوبات وبائية متكررة كل عامين، لتصيب الأطفال فى السنين الأولى من العمر، وتتجمع الحالات الجدد خلال عامين بولادة أطفال جدد، وتكون النتيجة ظهور حالات جديدة، وذلك لأن الحصبة تحدث مرة واحدة فى العمر ونتيجتها مناعة دائمة.
والتطعيم يحمى من الحصبة، والذى أوقف الحصبة فى السنوات الماضية فى مصر فى العقود الماضية هو تطعيم جميع الأطفال ضد الحصبة بالتطعيم الإجبارى عند الولادة، ومعنى ظهور حالات جديدة من الحصبة فى الوقت الحالى، هو إهمال عملية التطعيم بين الأسر، موضحا أن الحصبة الألمانية تحدث أحيانا للبالغين بعد سن الطفولة، وهناك تحذير من حدوثها بين السيدات، لأنها تسبب تشوهات للجنين، وتأتى عدوى من إنسان مصاب لشخص آخر ولا يوجد وسيط، والعدوى تحدث نتيجة الرزاز من الأنف أو اللعاب من الفم وأحيانا يحدث عند ملامسة الجلد عند ظهور الطفح الجلدى.
وقال إنه لا يوجد علاج مباشر للفيروس، ولكن يتم إعطاء مسكنات وخافض للحرارة ومضادات حيوية، لمنع حدوث غزو ميكروبى من بعض البكتيريا بالجهاز التنفسى وعلاجات أخرى لتقليل إفرازات الجهاز التنفسى أو الجهاز التنفسى العلوى، وتوضع أحيانا أنواع من الغسول على الطفح الجلدى لمنع الحكة الجلدية، موضحا أن تطعيم الحصبة مشترك مع أمراض أخرى تصيب الأطفال، مثل التهاب الغدة النكافية، فهو تطعيم مشترك، ولذلك نلاحظ ظهور بعض الحالات بالحصبة يصاحبها أمراض فيروسية أخرى، كان يجب حماية الأطفال منهم وهذا نتيجة إهمال الأهالى لتطعيم أولادهم.