قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لن تمس النار عينا بكت من خشية الله وعينا باتت تحرس فى سبيل الله». والبكاء دليل على الانفعال الصادق الذى وقر فى القلب، وظهر هذا الانفعال فى نهر من الدموع يعلن الخشية من الله والإحساس بالتقصير والندم على هذا التقصير والرغبة فى التوبة و العودة إلى صفوف الصالحين الذين يطلبون القرب من رب الوجود الخالق الأعظم سبحان وتعالى، ويرجو مع كل دمعة أن يقبله الرحمن الرحيم ويجعله من المقربين الركع السجود الغر المخجلين المخلصين الذين يرون الله سبحانه وتعالى فى كل شىء وقبل كل شىء وبعد كل شىء، وأنه سبحانه وتعالى لطيف بعباده غفار للذنوب والمعاصى الخفية والمعلنة.
أما العين التى باتت تحرس فى سبيل الله تعالى فهى عين عبد مخلص أحب وطنه ودينه وعلم أنه يحمى أهله، وهذا لأن المسلمين إخوة وأدرك بقلبه وبعقله أنه يحمى صحيح الدين ولا توجد عنده مساحة ليتهاون فى حماية وطنه ودينه وأهله.
وهناك بعد آخر للعين التى باتت تحرس فى سبيل الله، أنه إشارة لذلك العبد الذى يقوم بحراسة ذاته من السقوط فى حبائل الشيطان الملعون أو السقوط فى هاوية الشهوة أو السقوط فى كمين النفس الأمارة بالسوء.
والعبد الصالح يحمى نفسه من الهلاك فى الدنيا وفى والآخرة بنبذ الخطايا والمعاصى، ويتوب بسرعة إذا ذل لأنه يعلم أن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا، كما أنه يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه».