النكتة اليوم بين سكان مركز بسيون محافظة الغربية، أن حكومة المهندس إبراهيم محلب قررت شطب بسيون من خريطة مصر، ولا نعرف العبقرى الذى قدم مشروع تقسيم الدوائر الانتخابية، لكن المؤكد أنه فعل هذا من دون أن ينظر للخريطة، أو يدرس ما يريده الناخبون أو المواطنون، وقرر دمج بلدهم مع مركز آخر وانتزاع مقعد، وبالرغم من مرور كل هذا الوقت من الدراسة والبحث، واضح أن التقسيم وقع فى أخطاء وصلت إلى حد إجراء عمليات دمج وعمليات تجميل ألغت بجرة قلم دائرة من على الخريطة، وتعاملت مع مركز على أنه غير موجود، فبدت العملية أقرب للتقسيم الاستعمارى.
السادة أعضاء اللجنة لم يكلفوا أنفسهم النظر فى محافظة الغربية، وربما لم يوجد بينهم من يعرف المحافظة، فقرر دمج دائرة مركز بسيون مع مركز قطور بالرغم من المسافة بينهما، والاختلاف فى التركيبة والأصوات.
معروف أن مركز بسيون منذ حتى ما قبل تحويله لمركز فى نهاية الأربعينيات كان ممثلا بمقعدين، وأيضا قطور، لكن عباقرة التقسيم التعسفى قرروا وبلا أى استشارة أو مراجعة أو حسابات أن يريحوا دماغهم ويدمجوا المركزين ليكون لهما ثلاثة مقاعد، وكل مركز مقعد ونصف، وهى الحالة الوحيدة التى تشهد الدمج.
ولم ينتبه عباقرة التقسيم المتعسف إلى أن هذا التقسيم يطيح بحق الناخبين فى المركزين (بسيون حوالى 200 ألف صوت، وقطور حوالى 260 ألف صوت). تم طبخهما فى دائرة واحدة، تجاهلا لحقوق ناخبيهما، الأمر الذى دفع المرشحين لإعلان انسحابهم فى حال استمرار هذا الوضع الخارج عن المنطق والعقل، وإعلان الناخبين مقاطعة الانتخابات.
ومركز بسيون أحد مراكز الغربية، شرق فرع رشيد جنوب محافظة كفر الشيخ وشمال كفر الزيات وطنطا ومن الشرق مركز قطور، وبسيون كلمة هيروغليفية تعنى الحمام، وكانت فى العصر الفرعونى حاضرة لعاصمة الأسرة الـ26، ومن أشهر ملوكها ابسماتيك الأول الذى طرد شراذم الفرس من مصر، وكان العاصمة مكان قرية «صالحجر» وكانت تسمى فيما سبق «ساو» أو «سايس»، ومازالت مركزا أثريا مهما.
وبسيون مركز عريق من مراكز الغربية ظل يعانى الإهمال والتجاهل حتى جاءت حكومة محلب فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى لتعلن أن بسيون لا وجود له، بالرغم من أنه كان دائما من المراكز المهمة، والتى مثلها نواب كبار فى تاريخه، كان منهم النائب عبدالفتاح حسن وزير الشؤون الاجتماعية والمحامى الوفدى الشهير، كما أن كلا من بسيون وقطور خرّجا كثيرا من رجال السياسة والعلم، وجاءت حكومة محلب لتشطبه وتلغى حقوقه.