غداً الأحد 14 ديسمبر ينعقد مؤتمر اتحاد كتاب مصر «فرع وسط الدلتا» بمدينة طنطا تحت عنوان «الكتابة والواقع بين الممكنات والوعى»، وأظن أننا بحاجة ماسة الآن لمناقشة قضايا الإبداع بعد اندلاع ثورتى يناير ويونيو، لأنهما أطاحتا بمسلمات كثيرة كنا نعتقد فى صحتها زمنا طويلا، الأمر الذى أشعل العديد من الأسئلة المقلقة بشأن الأدب والثورة وعلاقة كل منهما بالآخر، مثل: هل من الواجب أن يستلهم المبدع أجواء هاتين الثورتين؟ ومتى؟ وكيف؟
يثير المؤتمر الذى ينعقد لمدة يوم واحد فقط العديد من الموضوعات المهمة فيما يخص الإبداع وفنونه وتنوعاته، وسوف تعقد جلسات بحثية لمناقشة أطروحات مختلفة من عينة «الدور الاجتماعى للأدب/ الفعل الكتابى فى مواجهة تغيرات الواقع/ أسئلة الكتابة/ اتجاهات التعبير فى الكتابة المعاصرة وغيرها»، كما سيتم تسليط الضوء على أدب وسط الدلتا، ومشكلات مسرح طنطا، فضلا على تنظيم ساعة مع الأصالة للفنان أحمد الحجار، وسيختتم المؤتر بإقامة أمسية شعرية للشاعر الكبير أحمد عنتر مصطفى.
لعلك تتفق معى على أن القاهرة تستحوذ على الاهتمام الإعلامى والمال الحكومى بما لها من عراقة وتاريخ، وأنها تجور على بقية المدن والأقاليم المصرية، وهذا أمر ينبغى علاجه سريعًا، صحيح أنها عاصمة نادرة المثال، لكن هذا لا يعنى أن تتعامل الأنظمة التى مرت على مصر مع الأقاليم بوصفها تضم مدنا من الدرجة الثانية لا تستحق سوى الفتات!
إن مؤتمر اتحاد كتاب مصر «فرع وسط الدلتا» الذى أشرف برئاسته غدًا مناسبة مهمة لإعادة مناقشة قضايا نسيناها فى خضم الأحداث الثورية التى اندلعت فى مصر واستمرت نحو أربع سنوات، وإذا كان الأدباء والإعلاميون الكبار - مع حفظ الألقاب - إيهاب الوردانى رئيس فرع الاتحاد ومختار عيسى أمين عام المؤتمر وفاروق خلف الرئيس الشرفى للمؤتمر والإعلامى مصطفى الزرقا راعى المؤتمر قد بذلوا جهودًا جبارة للإعداد لهذا المؤتمر حتى يظهر بصورة لائقة، فإن الواجب أن تنتبه وزارات الثقافة والشباب والتنمية المحلية إلى هذه الأنشطة الثقافية وتأخذ بالتوصيات الناتجة عنها. باختصار.. إن مؤتمر الغد مناسبة لاستعادة بهاء الإبداع المصرى.. فليتنا نستثمرها!