قضاء مصر عظيم، لا شك فى ذلك، وخاض معركة عمره لحماية مصر من أعداء الدولة الوطنية، والقاضى مقامه محفوظ، ولكنه يعمل فى هذه الدولة مثله مثل المعلم والطبيب وغيرهما من الذين لا يقلون مقاما، وبالتالى لا يجوز استبعاد138 معاون نيابة صدر لهم قرار تعيين ولم تستكمل الإجراءات بسبب اشتراط مجلس القضاء الأعلى ضرورة حصول الوالدين على مؤهل عال، لأن العاملين فى النيابة والقضاء ليسوا فوق الناس، ولا يوجد قانون يمنح أحدا سلطة التفرقة بين الناس، كأننا لم ننجز ثورتين، وكأن العامل والفلاح والصياد الذين حوصروا ونكل بهم على مدار أربعين عاما، والذين اعتقدوا أن ثورة يناير أنصفتهم، حتى لو معنويا، يكتشفون أنهم ما زالوا مستهدفين، ولكن هذه المرة فى أبنائهم، الذين تفوقوا واتجهوا إلى المجال الذى سيعدل فيه المظلومون إذا جلسوا على المنصة.
يوجد إهدار فاضح لشعارات يناير، الآباء والأمهات الذين حرموا هم أهلنا الذين بذلوا أعمارهم فى السعى وتعمير الأرض، واستثمروا فى أبنائهم، ولم يتورطوا فى الفساد، ولم يفرطوا فى حدود الدولة الوطنية وهم جنود (عادة) فى جيشهم الوطنى، أبناء الفلاحين والعمال رفعوا صورة جمال عبد الناصر فى نقابة الصحفيين أول أمس، وكتبوا لا فتة صادقة موجهة إلى السيد رئيس الجمهورية، «قرار مجلس القضاء استبعاد المتفوقين من أبناء العمال والفلاحين يعيد مصر إلى عصر العبيد والنبلاء، أين أنت يا سيادة الرئيس»، القانون مع المظلومين، ولو كان هناك قانون يشترط حرمان مواطن متفوق لأن أبويه لم يتمكنا من دخول الجامعة، فهو قانون ظالم .