دندراوى الهوارى

من «هيكل» لـ«حسام عيسى».. عندما يصل القطار لمحطة أرذل العمر

الإثنين، 15 ديسمبر 2014 12:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع تقديرى الكامل لقيمة وقامة و«سن» كل من الأستاذ محمد حسنين هيكل، والدكتور حسام عيسى، إلا إننى لدى تحفظات كبيرة، عليهما، بجانب عمرو موسى، والدكتور كمال الجنزورى.

ففى الوقت الذى يخرج فيه هؤلاء علينا بإسداء النصائح، المغلفة بنظريات «معلبة» أكل منها الدهر حتى أصيب بالتخمة ومرض عسر الهضم، من عينة ضرورة منح الفرص للشباب، والتحذير دائما من أن الدولة شاخت، يهيمنون هم على صدارة المشهد، كهيمنة الضباب على سماء البلاد، وحجب كل أشعة الشمس عن الأرض.

الأستاذ هيكل، 91 عاما، والجنزورى، 81 عاما، والدكتور حسام عيسى 78 عاما، وعمرو موسى 78 عاما، بدلا من أن يجلسوا بجوار أحفاد أحفاد أحفادهم، يلهون معهم، ويتمتعون بما تبقى من أعمارهم المديدة، فى راحة وهدوء، يحاولون بكل قوة وطاقة السيطرة على صدارة المشهد، والجلوس فى دهاليز وأروقة قصور الحكم، مستخدمين كل الأدوية الفعالة لقهر أمراض الشيخوخة، من عينة الضغط، والسكر، والنسيان الناجم عن تدهور الذاكرة.

الأستاذ هيكل يخرج علينا بين الحين والآخر، ويلقى بعدة أحجار فى المياه، ليس بهدف «تحريكها»، وإنما بهدف تعكيرها، وإثارة البلبلة، ولا يترك مجالا واحدا من المجالات، بداية من الفن والاقتصاد، وحتى السياسة والأدب، إلا ويلقى فيها أحجاره، وعندما يسيطر الارتباك على هذه المجالات، ينسحب من الساحة بهدوء، تاركها ومصيرها، وهو نفس النهج الذى كان يستخدمه مجموعة الفلاسفة الذين أطلق عليهم «السوفسطائيون»، فى المجتمع اليونانى القديم. الغريب أن الأستاذ هيكل، تولى موقع المسؤولية عندما حمل حقيبة وزارة الإعلام عام 1970، ثم أضيفت إليه وزارة الخارجية لفترة أسبوعين، وسطر حينها فشلا مروعا.

أيضا الدكتور حسام عيسى، ظل معارضا قويا، ومنظرا وخطيبا يدشن للشعارت «المبهرجة» التى «تزغلل» عيون الحالمين، وتدغدغ مشاعرهم، بغد أفضل، وعندما تم إسناد حقيبة وزارة التعليم العالى له، فى حكومة الدكتور حازم الببلاوى بعد ثورة 30 يونيو، وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء أيضا، وانتظر الجميع من الرجل أن يحقق على الأرض ما كان ينادى به، من شعارات، إلا أنه سطر فشلا مذهلا، وسجل العام الدراسى الماضى فى عهده، الأسوأ من نوعه فى تاريخ التعليم الجامعى، منذ إنشاء جامعة فؤاد الأول، والرجل وبحكم سنه، كان يشارك فى اجتماع الحكومة، وعند فض الاجتماع وخروجه على الصحفيين، كان ينسى ما دار فى الاجتماع، ويتحدث فى شأن آخر.

الرجل يخرج علينا الآن، ناصحا، ومرشدا عاما، ويضع روشتة الهدى، دون أن يدرك أنه عندما أتيحت له الفرصة، ودخل دهاليز قصور الحكم والسلطة، سطر فشلا مروعا، لذلك نرجو منه أن يستمتع بحياته ويعطى نفسه قسطا من الراحة، ويتفرغ لكتابة مذكراته (ويعينه الله على أن يتذكر)، أو يجلس مع الجيل الرابع من أحفاده.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة