أكرم القصاص

داعش فى أستراليا.. الإرهاب للجميع

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014 06:46 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وما زال الإرهاب يقدم كل يوم جديد، وتنظيم داعش من حيث يتصور أنه يتوسع فهو يقدم تبرئة للمسلمين، وإدانة للعالم والأجهزة التى أطلقت هذه التنظيمات. وبعد أيام قليلة من الضجة التى أثارتها سفارات بريطانيا وكندا وأستراليا فى مصر وإغلاق مقراتها بدعوى وجود تهديدات للسفارات فى مصر، وصل الإرهاب إلى أستراليا نفسها، عندما هاجم إرهابى داعشى مقهى فى العاصمة الأسترالية سيدنى.. كما هاجم مسلحون منزلا فى بلجيكا واحتجزوا رهائن، وفى فرنسا تم تفكيك شبكة لإرسال إرهابيين لسوريا.. وفى السعودية تم اعتقال داعشى احتجز ثلاثة وقتل شرطيا. وما تزال داعش تمارس لعبة إعلامية وتطلق دعايات عن نجاحات فى العراق وسوريا بينما تخسر يوميا فى المواجهات مع المواطنين وليس فقط الأنظمة.

وما زلنا نتذكر الداعشى المولود فى أستراليا الذى اصطحب ابنه الطفل ليساعده فى حمل الرءوس المقطوعة بالعراق وسوريا. ومن بريطانيا هناك مئات من الشباب والفتيات أغراهم الجهاد فى العراق مع داعش، التى تجذب الشباب الأوروبى من بلجيكا وإسبانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا، وهؤلاء الأوربيون ينفون عنا تهمة إنتاج الإرهاب، أو أن الإرهاب هو نتاج القمع والفقر فقط، بل ربما كان نتاجا لجهود وأنشطة أجهزة استخبارات وشركات وتجار سلاح، يفضلون أن تبقى صناعة الخوف قائمة فى العالم حتى يمكن لمصانع السلاح أن تواصل عملها وتتحاشى الإفلاس. ثم إن داعش والإرهاب لم يمنعا تدفق النفط للدول الكبرى، بل ساهم إرهاب داعش فى خفض أسعار النفط.

ظلت لعبة صناعة الأعداء والخوف مستمرة منذ السبعينيات، وتطورت فى الثمانينيات عندما دعمت الولايات المتحدة العراق فى مواجهة إيران، والقاعدة وطالبان فى مواجهة الاتحاد السوفيتى، ثم أسقطت العراق وطاردت القاعدة بعد 11 سبتمبر، وانتقلت عدوى الإرهاب إلى العراق والشرق الأوسط، وأصبح الإرهاب مثل السرطان ينتشر بلا قواعد.

داعش لم تتوقف عند العراق وسوريا، وأصبحت تمثل تهديدا للغرب، ولأستراليا وكندا وبلجيكا وفرنسا وغيرها. ولم تعد أوروبا بعيدة عن التهديد، وفى حال هزيمة داعش وتفكيكها، تواجه هذه الدول العائدين من داعش، ممن يمثلون تهديدا. يظهر اليوم فى عمليات خطف أو احتجاز، وربما يتطور لتفجيرات أو هجمات انتحارية. لقد كان هناك الكثير من المفكرين فى أمريكا والغرب مثل صمويل هنتجتون يرون أن الصدام بين الغرب والمسلمين سيقع، بينما يرى آخرون أن ما يجرى إنما هو حرب عالمية تجرى بأشكال مختلفة. وأنها امتداد للحرب الباردة التى انتهت شكلا لكنها تتواصل تحت السطح. لكن الواضح أن العالم الغربى ليس بعيدا عن الإرهاب الذى يتوفر للجميع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة