فى 27 يونيو من العام الجارى، كان الرئيس عبد الفتاح السيسى يزور دولة غينيا الاستوائية، وطلب وقتها أن يطلع على الرسومات الهندسية للسفارة المصرية الجديدة، فوجئ الرجل بالمساحة الكبيرة التى تصل إلى 1200 متر للسفارة و1300 متر للسكن، فاعترض وفى اعتراضه بيان الحقيقة بعبارة تلقائية قالها على الهواء «كتير قوى كده ليه يعنى خير».
دلالات اعتراض الرئيس هنا، ليس فى المساحة فقط بقدر ما هو الاستخدام وهل نحن بحاجة فعلا إلى ذلك أم لا؟، وهل نحن مجبرون على دفع مزيد من النفقات على مساحة لا نحتاجها؟ وهل نحن نبى لمجرد البناء؟ أم نبنى للاستخدام فعلا، والرسالة الأكيدة من حديث الرئيس هى ترشيد استخدام المبانى الحكومية العاملة والمعطلة.
فى ريف كفر الشيخ على بعد ملايين الكيلومترات من سفارة مصر بغينيا الاستوائية، توجد مدرسة من 3 طوابق تضم ما يقترب من 30 فصلا دراسيا وبجانبها ملعب رياضى ثلاثى إضافة إلى مبنى فندقى يضم حجرات تصلح لمبيت أكثر من 100 فرد، ويحاط كل هذا بسور من الطوب الحرارى يزين المبنى.
هذا المدرسة لم تعمل هذا العام رغم بدء الفصل الدراسى الأول قبل 3 أشهر، هذه المدرسة لم يزرها السيسى ليوجه بترشيد استخدامها ولم تنظر إليها المحافظة بعين الاهتمام أو ينتقل إليها وزير التعليم أو حتى وكيله أو مدير إدارته، تقف هذه المدرسة الحديثة الإنشاء، شاهدة على عجز سياسات التعليم المصرية وقصرها على ترشيد واستخدام المصالح الحكومية.
قبل 15 عاما تم إنشاؤها ضمن مجمع تعليمى، وخصصت بالأساس للتعليم الثانونى، ثم تحولت بعد 5 سنوات إلى مدرسة رياضية للبنات، وجرى العمل على ذلك ما يقترب من 7 سنوات، إلى أن صدر قرار بإلغاء النظام التعليمى الخاص بمدارس البنات قبل عام، وبقيت المدرسة بكل ما فيها، عاما كاملا، لا تزال كما هى لم يعد استخدامها، لم تدرج ضمن خطة الوزارة الحديثة كمدرسة إعدادى أو ثانونى أو حتى فنى صناعى.
لا شىء، يحدث، مدرسة ميت الديبة الرياضية كما هى بجدرانها، بفصولها، بملاعبها، بذكرياتنا فيها، لا تزال كما هى تنتظر قرارا.