لا تتعجب.. فالكلام الشائع أن أحمد عز سوف يرشح نفسه للبرلمان المقبل عن دائرة مدينة السادات التابعة لمحافظة المنوفية، وأنه من حقه - قانونا - أن ينافس على مقعد الدائرة، ومن لم يعجبه ففى البحر متسع للعطاشى!
(قنبلة أحمد عز) هو العنوان الدال الذى اختاره زملاؤنا أمس ليتصدر صفحتنا الأولى، أما جريدة الشروق فقد نشرت تحقيقا أكدت من خلاله أن بعض أهالى الدائرة يؤيدون عودة الرجل الذى أسهم بماله وسلطاته فى تخريب البلد، وحجتهم أنه قدم (خدمات صحية مجانية فى أفضل المستشفيات الخاصة ونقل الطلبة والطالبات لكلياتهم المختلفة وتوزيع البطاطين والأسمدة على البسطاء والمزارعين/ الشروق 16 ديسمبر).
هكذا إذن تتضح الصورة رويدًا رويدًا، فرموز مبارك بعد أن تمتعوا (بالبراءة القانونية) قرروا معاقبة الشعب الذى ثار ضدهم، وأقسموا بأن يعودوا إلى السلطة بطرق أخرى، وهو أمر حدث بشكل أو بآخر فى جميع الثورات الفاشلة!
أجل.. ليس النجاح من نصيب كل ثورة اجتماعية أو انتفاضة شعبية، ولنا فى تاريخ الثورات أسوة حسنة، فالثورة الفرنسية اندلعت فى 1789، وظلت السلطة تتأرجح بين الثوار والنظام القديم عشر سنوات متصلة حتى خطف الجنرال نابليون تفاحة السلطة فى 1799 وأسس إمبراطوريته، وفى روسيا اشتعلت الجماهير بالغضب وخرجت فى مظاهرات حاشدة فى موسكو وبيتروجراد عام 1905، لكن لأن الجماهير لم تكن تعى جيدًا علوم الثورة، وكيف يتم اقتلاع النظام القديم من جذوره، فقد أخفقت فى استلام السلطة، واستطاع القيصر ونظامه أن يخنق الثورة ويقهر الثوار ويضعهم فى السجون! حتى ثورة 1919 التى نتغنى بها فشلت فى تحقيق الشعار الناظم الأهم الذى التف حوله الناس، وهو (الاستقلال التام أو الموت الزؤام)، فلم نتمكن من طرد الاحتلال الإنجليزى، واكتفينا ببعض المكاسب على مستوى الاقتصاد والدستور والبرلمان، وظل الإنجليز يتحكمون فى البلد!
إن أكبر خطأ ارتكبناه فى ثورة 25 يناير المجيدة، أننا لم نعرف كيف نستلم السلطة، ولم نقدم مبارك ورموزه لمحاكم سياسية ثورية، والنتيجة أمامك بائسة.. أحمد عز يترشح للبرلمان، وليس بعيدًا أن يفوز بمنصب الرئيس!