كنت أتمنى من وزير الثقافة الأسبق، فاروق حسنى، أن يهتم بمعرضه الجديد، ويبعد عن الحديث فى السياسة والثقافة، هو يعرض حاليا فى قاعة «أفق 1» بمتحف محمود خليل 40 لوحة تجريدية، تحمل موضوعات تشخيصية حديثة استخدم فيها ألوان الأكوريل والإكريلك والزيت، وهو معرض مختلف لا شك، ولكن صاحبه الذى شعر بأنه لا مكان له فى مصر بعد 25 يناير، عاد بعد براءة مبارك مزهوا ومنظرا وحكيما، اعتبر براءة رئيسه المباشر براءة للتاريخ كله، فى حواره الاستعراضى فى المصرى اليوم أمس الأول، قال: إن الرئيس المخلوع «كان يفهم كثيرا فى الفن، والدليل أنه تركنى أعمل «كل ده»، وأنه كان يتركه بدون ضوابط وتعليمات، حسنى قال أيضا: «أنا لم أكن مجرد وزير فى مجالى، بل كنت أنا الدولة فى الثقافة»، أنت لا تعرف ماذا تقول لهؤلاء؟ أحد أعمدة نظام مبارك يعود للدفاع عن زمن تجاوزه المصريون.
فاروق كان وزيرا لثقافة المهرجانات والاستعراضات الموسمية، شب وترعرع التطرف الذى أنشئت وزارته لحصاره، ترك منصبه ولا يوجد مسرح ولا توجد سينما، الكتب المهمة تصدر من القطاع الخاص، هو مسؤول مع وزير إعلام زمانه ووزير التربية والتعليم عن ازدهار الإرهاب والأمية،كانوا من أسباب انهيار نظام ثار المصريون ضده، فى حواره التجريدى ردا على سؤال : ما سر بقاؤك فى منصبك 23 عاما؟ أجاب: «الشخص الذى يعتمد على الآخرين سيكون مصيره الفشل، والاعتماد دائما لا بد أن يكون على الذات، لو أن الذات مدركة لكل المفاتيح سيكون هناك النجاح» .. براءة.