حادث مقهى سيدنى بأستراليا الذى هز العالم وأفزع الغرب، لن يكون الأخير، فهو مجرد بداية للنار التى سرت فى هشيم المجتمعات العربية والغربية، بعد أن لعبت بها حكومات استعمارية ومصممو برامج إعادة تفتيت دول جنوب وشرق المتوسط.
مندوب داعش ظهر فى فرنسا وهاجم معبدا يهوديا وقتل أربعة، وها هو يظهر فى سيدنى بأستراليا ويقتل بريئين، قبل أن يموت، فمتى وأين يظهر فى المرة المقبلة؟ متى وأين وكل أوروبا موبوءة بالجرثومة التى أطلقها الاستراتيجيون قصيرو النظر لتفجير البلاد العربية، فتلوثت أيديهم ومعاملهم بالجرثومة ونقلوها من حيث لا يشعرون إلى الشمال الأوروبى والأمريكى.
كم أوروبيا وأوروبية يحاربون الآن فى سوريا بعد الوقوف ترانزيت فى قطر أو تركيا؟ كم مواطنا غربيا ومواطنة يتواصلون مع أصدقائهم ومعارفهم ليعرضوا عليهم أفكار داعش المصممة لإطلاق قوى الشر فى النفس المحكومة بالقانون والأخلاق؟ وكم غربيا وغربية ينجحون فى نشر العدوى كل يوم؟
على الحكومات الغربية التى وقعت اتفاق الناتو لتفتيت بلدان جنوب وشرق المتوسط، أن تبدأ فى الحساب والإحصاء والترقب لمن سيحمل السلاح أو سيفتح النار وهو يرفع الراية السوداء لداعش فى لندن أم فى أمستردام أم فى نيوريوك؟ اللهم لا شماتة، لكنها نواميس الخالق فى الكون، أن يكتوى الشرير بما يصنع من الشر، حتى وإن طال المدى.
انتظروا تركيا راعية الإرهاب والوكيلة الحصرية لتوريد السلاح والأغذية للمرتزقة المقاتلين فى سوريا وأجزاء من العراق، ستكون أول بلد أوروبى ينفجر على نطاق واسع عندما يقرر الإرهابيون الذين يعسكرون على أراضيها المتاخمة لسوريا والعراق عدم الالتزام بالطريق الأحادى الذى ترسمه أنقرة لحركتهم إلى حلب والموصل، وعندما يتأخر إعلان الدولة الكردية المقرر انتزاع مساحات من الأراضى لها فى شمال سوريا وغرب العراق والجنوب الشرقى لتركيا، ساعتها سيجد تنظيم داعش وعصاباته جبالا صالحة لتمركزهم ليعيدوا سيرة حزب العمال الكردستانى، لكن بقسوة أكبر واحترافية أعلى.
وانتظروا فقط أن يعبر الدواعش المحيط إلى نيويورك، ساعتها سنشهد الفزع الأكبر، وسيعيد ساكن البيت الأبيض استراتيجية بوش الابن «من ليس معى فهو ضدى»، وساعتها أيضا قد يتبرأ من مناورات أوباما السياسية من عدم الاعتراف بإرهاب الإرهابيين الإخوان. وإنا لمنتظرون.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن الريف الجزائري
doha