لازم نعترف إننا شعب فى المجمل جاهل، مش عيب، العيب إننا نكابر وندفن رؤوسنا فى الرمل، شعب نخبته جاهلة إلا من رحم ربى، وتعمل على تعزيز جهله بالترويج للخرافة والتفاهات وتسفيه قضاياه الحقيقية وتحويلها إلى مجرد مناسبة للاستعراض أو كسب مجموعة نقاط وشعبية من الناس اللى قرفانة أصلا من تفاهات الإعلام.
إحنا الشعب اللى بيعانى منذ 60 سنة وأكثر من الجهل والفقر والمرض، وكلما أعلنت نخبته عن خطة لمحاربة هذا الثالوث المدمر، تحولت الحرب إلى سبوبة، لها منتفعوها وتجارها، وفى النهاية يزداد الجهل والفقر والمرض ويكسب التجار والمحاسيب، ويترسخ لدينا نموذج من الإعلام الفاسد أو الإعلام الفاشل أو إعلام السبوبة. طيب إحنا فى مرحلة بناء حقيقية، مرحلة حرب ضد أخطار من برة ومن جوة، إيه المفترض والمطلوب من وسائل الإعلام العامة والخاصة؟ وأنا هنا لا أفرق بين العامة والخاصة، لأن وسائل الإعلام المصرية المفترض فيها جميعا أنها وطنية.
مطلوب أولا ثورة فى الإذاعة والتليفزيون لمواكبة العصر والتخلص من الترهل الرهيب فى الكوادر والموظفين والعمالة التى تبتلع الميزانيات والنتيجة صفر فى كل شىء، صفر فى الابتكار صفر فى البرامج صفر فى الدراما صفر فى الإنتاج الفنى إذاعيا وتليفزيونيا، ومطلوب من وسائل الإعلام الخاصة أنها تراعى ربنا فى الناس، وبدل من قصص الشحاتة والصعبانيات والشعوذة، تشوف الناس الشغيلة وتظهر جهدهم، تجيب أصحاب قصص الكفاح والنجاح اللى قهروا ظروفهم الصعبة، تقدم ما ينفع الناس وينورهم.
طيب مين يعمل الكلام ده؟ مين يفور الإذاعة والتليفزيون ويعمل من فسيخهم شربات؟ ومين يوجه الهرتلة والفضايح اللى فى الفضائيات الخاصة إلى ما ينفع الناس ويكسب أصحابها برضه؟ صدقوا أو لا تصدقوا إننا فى أمس الحاجة إلى وزارة للإرشاد الوطنى، يقودها صاحب رؤية وقرار، لوضع السياسيات الإعلامية البناءة وتأهيل وسائل الإعلام المملوكة للدولة بروح العصر والانفتاح على العالم ومراقبة أداء الإعلاميين ومحاسبة المهرتلين والكذابين منهم الذين يخرجون على الناس ببساطة ليعززوا أمراضهم المزمنة وفقرهم الثقافى والمادى بدل أن يأخذوا بأيديهم إلى طريق الشفاء.