الأيام الغبرة التى نعيشها قلبت الأوضاع، وجعلت من إسرائيل صديقًا، وفصائل من الفلسطينيين وبعض العرب أعداء، وابتلع البعض الوهم، ومنهم الكاتب المسرحى والمطبّع الكبير على سالم، وأخذ يتجول فى الفضائيات مثل الراديو مرددًا دون انقطاع أن إسرائيل صديقة، وحماس وداعش أعداء، وأن مصلحتنا فى التطبيع مع إسرائيل، ومحاربة داعش وحماس.
أوشكت أن أمسك بميكروفون وأن أكبّر فى أذنه، ثم أقول له بصوت عال: حرام عليك يا شيخ، اسكت يا على يا سالم، لا تكن مفتريًا ولا تكذب على الناس، لا تلعب بالكلام كالبيضة والحجر، وقل ما يمليه الضمير العام، لا ضميرك أنت الذى لا أستطيع أن أتبين فيه الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
يا على يا سالم، إسرائيل عدو رغم معاهدة السلام بيننا وبينها، لأنها تقتل فى العرب، و«تبرطع» فى أجوائنا بطائراتها الحربية، وتدمر فى المدن العربية. وحماس الآن عدو لأنها تقاتلنا لصالح جهات عدوة تدفع لها، وداعش عدوة لأنها جماعة منحرفة تعمل لصالح أجهزة مخابراتية غربية لتفتيت المنطقة، هذه الأجهزة هى من صممتها أصلًا ومن أطلقتها علينا كالكلاب المسعورة لتوقظ قوى الشر فى نفوس المحرومين والفقراء والجهلة، ليسهل التخلص منهم.
أنت تريد أن تعيد علينا الأيام الغبرة فى التسعينيات وأوائل العقد الماضى، عندما نجح الإسرائيليون فى جذبك إلى صفوفهم لتكسر صفوف المثقفين والمصريين عمومًا الرافضين للتطبيع، ألم تتعب يا رجل؟ أم أنك تحلل المشروبات والأطعمة التى تتناولها فى «شبرد»؟ كيف فاتتك العلاقة الوثيقة بين حماس وداعش وبين إسرائيل وأنت الكاتب المسرحى الكبير والمثقف اللماح الثاقب النظر؟ هل فعلت حماس أو داعش إلا محاولة تعزيز وضع الدولة المحتلة فى المنطقة؟
أنت يا على يا سالم تردد تصريحات نتنياهو حرفيًا، وأنت تعرف ذلك طبعًا، فلماذا؟ الآن عوائد كتبك المترجمة للعبرية تضمن لك تقاعدًا مريحًا بعد أن توقفت عن الإبداع المسرحى، هل مصروف لك أنت وغربان التطبيع الأعمى فى العواصم العربية المنكوبة أن تنقلوا الرسالة الخاطئة التى تريدها تل أبيب أن تنتشر بين العرب، باعتبارها المفهوم المراد زرعه فى أدمغتنا بعد أن بذلوا جهدًا جبارًا فى تدعيم انحراف حماس، ووجود داعش؟
أنت يا على يا سالم لا تقل خطورة عن حماس وداعش معًا!