على عكس ما يتصور البعض عندنا ممن يقولون إن الانشغال بالعفاريت ليس من حسن الفطن، وإن قضية العفاريت هى قضية هامشية تشغل الناس عما هو مهم وضرورى، وهؤلاء المعترضون لايعرفون فوائد العفاريت، وأن يكون لدينا خط لإنتاج العفاريت يغنينا عن سؤال اللئيم، وما يمكن أن يحققه الجن من خير وفير ورزق عميم فى حال تفهمنا نظرية تكنولوجيا العفاريت التى تسود اليوم.
فى عصر الزحام والاتصالات والمعلومات هناك جهات وشركات تهتم بإنتاج العفاريت تمهيدا لطرحها فى الأسواق، ويعرف مستعملو مواقع التواصل والتسويق أن هناك عروضا على بعض مواقع الإنترنت المتخصصة فى البيع والشراء، لبيع عفاريت ألوان ومقاسات، بل إن تجارة الأشباح رائجة لايعرفها الجهلاء الجادون المهتمون بالعلم والموضوعية.
وقد ظهر قبل سنوات بعيدة عرض لبيع «شبح» على موقع إى باى الشهير، كان هناك شاب يطرح شبحا للبيع، قال صاحبه فى إعلانه «إنه شبح طيب وغير ضار وهادئ ويحب الاستقرار» ومع الشبح عصا خاصة بأصل الشبح الذى هو فى الأصل كان بشرا، وقال الشاب إنه الشبح لجده وهو يريد الانتقال لمرافقة أسرة طيبة وطبيعية، وقد يتصور البعض أن المتحدث هنا «أهبل وأن المستمع أو المتفرج يجب أن يكون عاقلا»، لكن الحقيقة أن بائع الشبح تلقى عددا كبيرا من الطلبات لمن يريدون شراء الشبح ودفع الفلوس، يعنى هناك زبائن تعرف قيمة الشبح وتريد شراءه.
أما عن العفاريت فهناك عدد من المواقع المتخصصة فى العفاريت، تعلن عن استخراج الجن أو ترويضه، والجديد هو طرح عفاريت للبيع، ويعدد الباعة فوائد أن يمتلك الشخص عفريتا، فهو لايشغل حيزا من المكان ولا يحتاج من صاحبه مكانا ينام فيه، ولا يطلب طعاما أو شرابا أو فسحة أو أجرة، ومستعد لتلبية كل طلبات الإنسان، وهو مطيع ولهلوبة، وهناك ضمان عشر سنوات لكل عفريت.
وقد يرى البعض أن موضوع بيع العفريت هذا مجرد وهم أو نصب، ولعب عيال، لكن هؤلاء لا يعرفون أن هناك مواقع أعلنت عن «توافر عفاريت من كل الألوان والأحجام وأن العدد محدود»، وقد تلقت هذه المواقع طلبات لشراء العفاريت، ونفس هؤلاء الذين يتفرجون على برامج العفاريت، ويصدقون أن الجن يلبس البنات والسيدات، وأنه يتألم من سكب الزيت الساخن أو المياه على الأرض، ويمكن أن يغضب ويلبس البنى آدم ويرفض الخروج قبل أن يحضر له طبيب عفاريت يخرجه من مكامنه ويحرقه.
وطبعا رزق الهبل على المجانين ورزق النصاب على «المعفرتين».