لكل شىء طريقة، فكما تصنع "الكيكة" بطريقة قديمة ومعروفة تتقنها سيدات البيوت، يمكنك أيضاً أن تصنع صحافة قبيحة تصلح لمجتمع مأزوم.
بخطوات بسيطة ووصفة سهلة وسريعة، وطرق بدائية ومتبعة أيضاً ستأتى إليك الشهرة وستزحف خلفك الأضواء، وستشير الأصابع إليك، منهم من يتهمك فتفرح، ومنهم من يصفق لك وهو يشعر أنه ليس وحيداً فى طريق البذاءة، البذاءة أيضاً تحتاج إلى ونيس يحلل له ما يفعل.
الطرق مزدحمة دائماً بالباعة من يتاجرون بأعراض الناس وسمعتهم وكرامتهم، من يتنفسون الكذب بديلاً عن الهواء، فى وطن لا يحب الصادقين دائماً.
"منى عراقى" إعلامية أو مذيعة تجاوزاً، مع الاعتذار للمهنة، استطاعت بخطوات سهلة وسريعة أن تصنع لنفسها "كيكة كبيرة" تكفى لإطعامها وغيرها من الذين بحثوا عن الشهرة بالطرق المعتادة فلم يصلوا لضعف موهبتهم أو لقلتها، أو لانعدامها.
منى عراقى التى قدمت منذ أسابيع حلقة من برنامجها "المستخبى"، ظهر فيها رجال عراة قالت إنهم يمارسون المثلية الجنسية فى حمام بخار بشارع باب البحر برمسيس، استطاعت أن تحصد خلف اسمها آلاف المعجبين من المرضى النفسيين الذين أدمنوا الفضائح والتلصص على الخصوصية بل والتشهير بها، من يدمنون مشاهدة اللحم العارى والصور البذيئة وهم يطمأنون أنفسهم "الحمد لله نحن بخير وأخلاق".
أغلقت الشرطة الحمام، فلم تهدأ "منى" ولم تكتف، فاتفقت مع الشرطة على موعد الضبط، وصورت الرجال العراة المحالين للمحاكمة، وكأن العرى تهمة فى "حمام" أبسط شروط دخوله أن تخلع ملابسك ونعليك.
الطب الشرعى كشف أن 3 فقط من إجمالى 24 متهما، مارسوا الفعل الجنسى، بينما يتبقى 21 آخرون تم تصويرهم والتشهير بهم، ونشر أسمائهم ووظائفهم، وهم أبرياء من ادعاءات "منى"، أبرياء فى مجتمع اعتاد أن يتعامل مع الميول الجنسية للآخرين بالكثير من السخط والازدراء بل وحتى الاضطهاد دون أى سبب مفهوم.
مجتمع يعرف أن فنانا أبدع فى حقل ما، فلا يذكر اسمه دون أن يضع قبل اسمه لقب "الشاذ"، مجتمع يهمل كل تعاليم الدين، ويحيل فى الوقت نفسه كل أفعاله إلى الدين، كأن يسب مثلياً ويبرر لنفسه "عشان شاذ" وما يفعله "عيب وحرام"، وهو يعرف أن الله حرم السب واللعن، من يعرف أنه يرتكب الحرام أيضاً ولكنه لا يخجل من تخفيف حرامه وتعظيم حرام غيره.
مجتمع يتسامح مع الناس فى الظلام ويسبهم فى الصباح، فكيف تحل علينا عدالة السماء ونحن نستكثر أن نقيم عدل الأرض؟
عدد الردود 0
بواسطة:
huda ashkanani
هرمنا.. :/
عدد الردود 0
بواسطة:
U
السم في العسل