وبدأ قبح جديد يزحف إلى مصر.. ثعالب وذئاب وباحثين عن الشهرة وبينهم قلة مخلصة تستعد لدخول مولد مجلس الشعب ومدد يا كرسى مدد، الوجوه التى تعلن عن نفسها حتى الآن فى لافتات الشوارع أو باختبارات إعلامية أو بتحركات على الأرض أغلبها لا يبغى وجه المواطن والوطن ولا يمتلك ضميرا يخشى الله ولا يمتلك مقدرة على العطاء، وليس مؤهلا للعطاء أصلا، وخالى الوفاض من الأفكار والمشروعات التى تضيف إلى مصر وتنصرها على الفقر والجهل والفساد ولكنه ممتلئ بأهداف شخصية وشبكات مصالح تعلى مصلحتها على حساب الجميع بالإضافة إلى امتلاك جسارة البلطجة والادعاء والكذب ويرى نفسه الأحق أو الأفضل، والمصيبة أن اللاعبين فى سيرك انتخابات مجلس الشعب القادم المفترض أن يكونوا جهة التشريع والرقابة والسياسة العامة للدولة، فهل هؤلاء يمتلكون مؤهلات هذه المهمة؟
نحن بصدد برلمان المفترض أن يكون بداية مرحلة جديدة ترسخ لدولة ذات نظام برلمانى، وليس نظاما رئاسيا فهل من ستأتى به الظروف إلى هذا المجلس قادر على تحمل هذه المسؤولية. نحن مازلنا نعيش مرحلة الانتخابات بالخواطر أو بالوعود البراقة الكاذبة أو بزجاجات الزيت وشنطة التغذية وادعاء الرعاية الطبية والاجتماعية للفقراء. الوصول إلى كراسى مجلس الشعب يتم بأشياء وحيل وأكاذيب وانتهازية لا علاقة لها بصلاحية وصلاح فكر أو أداء سيادة النائب، ومؤكد أننا مازلنا غير مؤهلين وغير مستعدين لانتخاب الشخص السليم والتصويت بشكل موضوعى، وفى المقابل العائلة الحزبية السياسية فى مصر تواصل بنجاح ساحق التنافر والاختلاف وضرب المثل السيئ والقدوة غير الصالحة ومع إشراق شمس كل يوم يولد تحالف وائتلاف والحقيقة أنه ليس تحالفا وإنما بحث عن أدوار ومصالح ذاتية وآنية وكل حزب بما لديهم فرحون، ولو ارتضينا بانتخابات مجلس الشعب فى هذا التوقيت الخطأ فلن يجلس على مقاعده إلا الباحث عن وجاهة المقعد وامتلاك مفاتيح الفساد، لماذا لا نرى دعوة جريئة تطالب الرئيس بإصدار تشريع بعزل إخوان الوطنى وإخوان الإرهاب معا وإصدار قانون بحل الأحزاب التى تنشأ على أساس دينى، أما التحالفات التى تمت فى ترشيح عمرو موسى أو كمال الجنزورى، فالمؤكد أن هذه التحالفات لن تنجح لها قائمة لأن التنافر والاختلاف بينهما أكثر من الاتفاق، وباختلافهم سيعطون الفرصة لتسلل كل من لا يصالح ليتصدر المشهد، ولتبقى مصر موعودة دائما بالشخص غير المناسب للمكان.